رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

العمر يابنتي بتاع ربنا ومش عشان ابنك اتولد مريض بمرض معين يبقى نعامله معاملة خاصة لدرجة ټخنقه و لا نحرمه من متع الدنيا بكرا يكبر و يحب و يتحب و يعيش حياته بشكل طبيعي جايز يطفل سليم ومعافي يتولد و ېموت دا لأن ربنا عاوز كدا سيبها على الله وهو هايتولى امره احسن منك أنت شخصيا هو زرقه و عارف قدرته على التحمل هتوصل لحد فين متقلقيش .
بعد مرور نصف ساعة
وقف عابد عن مقعده وقال بهدوء معتذرا من الجميع 
معلش يا جماعة أنا هروح اشوف الحسابات قبل ما امشي
رد ريان وقال بجدية 
مافيش مشكلة احنا هناخد ربى معانا يعني او رجعت و ملقتهاش متقلقش
ردت ربى مقاطعة بنبرة متعجبة 
هو إنتوا مش هتستنوا نوح لما يجي  
الفصل الحادي و الثلا ثون 
لجمت الصدمة لسان الجميع بينما رد ريان وقال بسرعة بنبرة مرحة
لا محدش يقول للواد نوح احسن لو عرف هياخدك و انا ولا قادر اروح في حتة ولا قادر اطلع سلم انا ناوي اخطفك اصلا وجوزك على غلاسة مش في حد لما بيصدر يلا السلام
نظرت ل والدها الذي فر هاربا من نظراتها وهو يقول بتلعثم 
أنا هروح اشوف الدكتور و بعدها الحسابات حضروا نفسكم بقى و نوح كدا كدا مش هايقول حاجة لو رحت عندك جدك
كاد عابد أن يضع يد ه على المقبض الحديدي 
تفاجئ بجسد نوح يصطدم به وهو يقول بتساؤل 
أنا سمعت اسمي في قلت خير 
لو يعلم ما حدث لهما جميعا بسبب هذه الطلة التي كانت كالثلج على قلوبهم المتأججة مما هو قادم لو يعلم كم كان عمه يناجي ربه بأن يأتي في الوقت المناسب قبل خروج ابنته من المشفى.
ابتسم عابد له و قال 
مبروك ما جالك يا نوح
احتض نه نوح مربتا على ظهره ثم قال بذات الإبتسامة 
مبروك عليك أنت ياعمي و عقبال ما تجوزه
لولا دخول نوح في هذه اللحظة ل تأكدت ربى بالفعل أنه لن يعود أبدا أن ظنونها تحولت لحقيقة سار تجاهها مال بجذعه مطبعا قبل ته
على رأسها بينما هي تتدللت عليه و أبت أن ترد عليه حين قال لها 
حمد لله على سلامتك يا أم طلال
نظرت له بعتاب و لم ترد على مباركته ضم ها لحض نه ثم قال بعتذار كاذب 
حقك عليا يا ست البنات بس كان لازم اخلص شغلي و افضى لك أنت البيه الصغنن
رد عابد بإبتسامة آنارت وجهه الحزين وقال 
انا هروح اشوف الدكتور و اعدي على الحسابات بالمرة
رد نوح و قال بجدية 
متتعبش نفسك يا عمي كله تمام
تابع بنبرة حانية و هو ينظر لزوجته و قال 
هاسيبك تحضري نفسك على ما اروح اجيب طلال من الحضانة 
هو هايخرج النهاردا  
اه يا روحي الدكتور طمني و الحمد لله اينور بيتنا النهاردا
خرج نوح برفقة عابد الذي فهم من حديثه المبطن أنه يريده في أمرا هام وقف أمام باب الغرفة و قال 
طبعا حضرتك فهمت إني هربت لما غيبت اليومين اللي فاتوا مش كدا 
فرغ فاه عابد ليرد لكن منعه نوح وقال برجاء
ارجوك اسمعني عشان مافيش وقت نهائي
سأله بتوجس 
في إيه يا نوح 
أجابه نوح و قال 
تيتا 
مالها امي  
وقعت مننا و جالها غيوبة السكر من يومين
اتسعت أعين عابد بذهول و قال بدهشة 
و ازاي أنا معرفش و إيه اللي حصل عشان تقع منكم !
تنهد نوح و قال برجاء 
ارجوك يا عمي اسمعني للنهاية و بعدين اعمل اللي يريحك 
قول في إيه  
مش هاخبي عليك بس من وقت اللي حصل و البيت هناك متكهرب بجد مشاكل بيني و بين ماما و بين بابا و ماما و آخرهم تيتا لما ما اتحملتش الضغط دا كله و قعت من طولها 
أنت بتقول إيه و إيه كل المشاكل دي !! و امي عاملة إيه دلوقت  
أنا فضلت جنبها لحد ما فاقت و بدأت ترجع لطبيعتها قلت لها إني هاجيب مراتي و ابني و راجع على طول عمي محدش جه هنا عشان مكنش حد قادر يتكلم و كنا في دنيا تانية لو ربى كانت شافتني و لا شافت حد مننا كانت هاتفهم
ختم نوح عبارته قائلا بنبرة صادقة 
اقسم لك ما حد قدر يتحرك من مكانه غير لما اطمنا على تيتا و أنت نفسك لو كنت هناك مكنتش هتروح لبنتك غير لما تطمن عليها و....
كاد أن يكمل حديثه لكن قاطعه و هو يقول 
هات مراتك و مرات عمك و تعال 
على فين يا عمي  
هاطمن على امي
سلامتك الف سلامة يا ست الحبايب كدا اعرف زيي زي الغريب 
أردف عابد عبارته المعاتبة لوالدته و هو يجلس على حافة الفراش محتض ن كفها المجعد بين كفيه طبع على ظهر يد ها قبلاته الحانية نظرت له بأعين ذابلة ثم قالت بصوت واهنا 
مبروك ما جالك يا عابد 
يبارك في عمرك يا ست الحبايب يلا بقى شدي حيلك و اعملي سبوع طلال بنفسك
سقطت منها دمعة منعتها طويلا لكنها فاض بها الكيل مد عابد يده و مسحها قائلا بعتاب 
ليه ليه الدموع مين زعلك احكي لي قومي كدا و علميهم الأدب الظاهر إنك دلعتيهم كتير يا ولاء
ردت ولاء بنبرة متحشرجة وقالت 
مشيني من هنا مش عاوزة اقعد هنا مش عاوزة اشوف حد منهم مشيني يا عابد
نظر عابد لها ثم نظر لكل من وقف في الغرفة عاد ببصره و قال بنبرة حانية 
احكي لي يا امي مين زعلك و هو اللي يمشي دا بيتك و احنا هنا ضيوف عندك
ابتسم لها و قال بجدية مصطنعة 
إيه عاوزة العقد يفرط منك و لا إيه يا لولو !
إبتسامة واهنة ارتسمت على ثغرها ل تجار الأجواء 
حالتها النفسية وصلت لذورتها شردت قليلا قبل أن ينتشلها ابنها عابد متسائلا بإقتراح 
الواد نوح جاي في السكه هو و ام طلال تحبي تقعد عندك و لا تيجي عندي تنوريني أنت و هي 
ربتات خفيفة على ظهر يد ه تبعها رجاء و هي تقول 
طلعها شقتها يا عابد خليها تفرح بابنها و جوزها في بيتها
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تقول 
نوح بيحب بنتك و مستعد يعمل اي حاجة غير إنه يتنازل عنها
ربت على يدها و قال بجدية مصطعنة 
لو عاوزاني اخلي ربى تطلع فوق في شقتها قومي اشربي العصير دا و خدي الدوا و لما اشوفك قعدة حلوة كدا و منورة المكان افكر يا لولو يا قمر أنت
ابتسمت رغما عنها و قالت 
مش ها تتغير هاتفضل طول عمرك استغلالي و عارف إني مش هاقول لأ 
عارف إن قلبك ابيض من اللبن الحليب عشان كدا طمعان في كرمك يا اغلى أم في الدنيا كلها
والله عال يا ستي يعني أنا بقالي يومين بقولك كلي و اشربي و أنت رافضة جه ابنك كلتي و شربتي و شوية و هاتخلصي تموين الشهر
تم نسخ الرابط