رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

اللي شالتك تقول على امك لحمها رخيص !! هي دي التربية اللي ربتها لك !
سألها بشبح إبتسامة جانبية قائلا
أنت مصدقة نفسك إنك ربتيني بجد !
ردت على سؤاله بسؤالا آخر قائلة
اومال مبن اللي رباك !
أجابها بصوت و نبرة تملؤها الغيظ الشديد قائلا
ستي خالتي و الشارع يا نجاة 
هما فين ستك و لا خالتك دول و بعدين تعال هنا قل لي مش دي خالتك اللي خلت جوزها ي.....
وثب عن مقعده الوثير بهرجلة مما أدى لإهتزاز المقعد اقترب منها حد الالتصاق وجه إصبع الشهادة ڼصب عيناها نظر بأعين يتطاير منها الشړ و الڠضب ثم قال
إياك تتكلمي تاني عنها بالشكل دا خالتي عمرها ما كانت شبهك أنت رخيصة بشكل محدش يتصوره و جوزها دا أنا ها عرف أخد حقي اللي أنت ضيعتي زمان هاعرف اخده منه و منك كويس اوي.
ختم حديثه قائلا بنبرة آمرة 
و دلوقتي اطلعي برا و إياك تيجي هنا تاني صدقيني مش هاتردد لحظة واحدة في قت لك
خرجت والدته دون أن تحصل على النقود اللتي تحتاج إليها تنفس بعمق شديد راحة يشعر بها دائما بعد إذلاله لأي امرأة تشوبه نجاة كره للنساء عدا خالته يزداد يوما بعد يوم خرج من شقة والده التي حصل عليها بالإجبار بعد أن طرد منها من يقطن فيها تحولت حياته مئة وثمانون درجة بعد هذا الحاډث يعاني من ماض مؤلم حاضر مخجل و مستقبل مظلم استقل سيارته متجها حيث المدرسة الحكومية التي يعمل بها كاد أن يصطدم بأخته غير الشقيقة نظرات طويلة بينه و بينها تريد أن تحدث و هو لا يمانع هذا ما دامت تتذلل و تتوسل إليه لكنها لن تفعلها لن تذهب إليه و تتحدث معه غير مسارها حتى لا يكرر فعلته 
هي طالبة بالصف الأول الثانوي في نفس المدرسة 
التي يعمل بها دائما تحصل على المراكز الاولى ذات سمعة طيبة بين المعلمين المعلمات و الطلبات حتى حارس المدرسة يحترمها و يبتسم في وجهها كلما نظر إليها.
وصلا الأثنان معا ولج هو ثم ولجت خلفه لم يعيرها أي اهتمام كذلك هي ناداتها صديقتها بصوت مرتفع 
سارة يا سارة
وضعت سارة كفها على عيناها لتحجب أشعة الشمس عن عسليتها عرفت مكان صديقتها اتجهت لهن ابتسمت على مزاح إحداهن و قالت بتساؤل 
اومال ورد فين 
ردت إحداهن قائلة
ما أنت عارفة عليها درس عند مستر طلال المحمدي و بعدها هتروح البيت تجيب شنطة المدرسة و تيجي بس مش عارفة اتأخرت ليه 
ردت سارة قائلة
مستر طلال بيشرح بضمير و ممكن يقعد بالساعتين و نص يعني هي كدا متأخرتش 
زي المتمرد هو كمان شرحه روعة و مابيخليش حاجة تعدي من تحت ايده كدا
ردت صديقتها قائلة بحسرة 
مش قصدك مستر زكريا
ايوة هو 
عيني و على حظي الفقري رحت عشان اخد عنده قال لي خلاص ماعنديش مكان و المجموغات كلها اتقفلت مع إن رحت له في شهر تمانية !! 
يا عبيطة دا بيبدأ من شهر ستة يلا عوضيها بقى في الإجازة
سألتها إحداهن قائلة
يا بختك تلاقي بيشرح لك الدرس و اي حاجة بتقف قصادك بتسألي عادي
أجابتها سارة بإيماءة بسيطة من رأسها ساخرة ثم قالت
ايوة بسأله عادي عادي اوي كمان 
طب و هو في البيت عصبي زي المدرسة و لا في البيت حاجة تاني 
ردت سارة بإبتسامة واسعة و هي تتحدث بكذب قائلة
هو صحيح في المدرسة عصبي احيانا و في البيت بردو بس في الضحك و الهزار يا روحي عليه
ضحكت الفتيات و من بينهن اخته سارة كانت ضحكتها مجرد ستار تتوارى خلفه الدموع و خيبات الامل من اخيها غير الشقيق الذي ودت أن تعتبره سندا لها في الحياة
صباحكم ورد يا بنات
قالتها ورد و هي تلتقط انفاسها بصعوبة بالغة كاد أن يغلق البوابة الرئيسية للمدرسة لكن لحسن دخلت قبل اغلاقها بثوان معدودة .
ظلت تتحدث معهن حتى دوى ناقوس الحصة الاولى تفرقت الفتيات عدا سارة و ورد سألتها بنبرة هادئة قائلة
عليك إيه دلوقتي  
عندي يا اختي مستر مرسي انجليزي و أنت  
مستر طلال عربي
رفعت ورد يدها و قالت بإبتسامة واسعة 
يارب تغيب النهاردا يا مستر مرسي احسن أنا دماغي واجعني و مش قادرة اتحمل رغيك طول الحصة عن اهم انجازتك و أنت في سننا
ردت سارة ضاحكة و هي تقول 
اسكتي دا مسخرة مافيش فصل ما دخلش في ماقلش الكلمتين بتوعه دول ! 
حقه يا ستي مش تعب و شقي عشان يبقى مدرس أول لازم بقى يعيش الدور علينا
أنا آسفة كنت فاكرة إن محدش دخل الفصل لسه
أردفت أناهيد عبارتها و هي تتراجع خطوة للوارء ابتسم طلال بخفة ثم قال بهدوء ك عادته
مافيش مشكلة اتفضلي وياريت متتكررش تاني
تنحنحت أناهيد و هي تخبره بصوتها الرقيق قائلة 
بس أنا مش في سنة أولى أنا في سنة تالتة أنا بس كنت جاية اطلب طلب من اختي بعد أذن حضرتك يا مستر
وقفت شقيقتها و هي تتأفف و ملامح تتبدل في ثوان معدودة سارت تجاهها و على وجهها إبتسامة مزيفة قبضت على ساعدها بقوة و قالت بعتذار له 
آسفة يامستر طلال هاشوف اختي عاوزة إيه
حرك رأسه علامة الموافقة متحفظا تلك المعاملة التي تعامل بها شقيقتها الكبرى بدأ بكتابة عنوان الدرس على اللوح الكتابي وصل إلى مسامعه حديثها و هي تحدثها بنبرة مغتاظة حاولت إخفائها لكنها فشلت فشل ذريع 
عاوزة يا زفتة أنت مش كفاية الفضايح اللي عاملها في المدرسة و مش عارفة امشي مع صحابي بسببك جاية كمان لحد عندي
لاحت إبتسامة على جانبي شفتاها و قالت بسخرية 
و لا لما سمعتي إن في مدرس جديد حلاوية بعيون خضرا بيدرس لسنة أولى قلت الحق دا كمان
ربت على كتفها خاتمة حديثها قائلة
ريحي دماغك باين عليه ابن ناس اوي و مستحيل يبص ل خلقتك أنت مش شايفة شكل اللبس اللي بيلبسه و لا الريحة اللي حاطها و جايبة آخر المدرسة
تنهدت شقيقتها وهي تنظر إليها سألتها بهدوء 
خلصتي يا ورد و لا لسه عموما مش فارق لي ما هو جاية من أول السنة اشمعنى يعني هاجي دلوقتي و اجاي اتملى في جماله و جمال عينه الخضرا !!
ردت ورد على سؤالها بسؤالا آخر 
عاوزة إيه يا أناهيد  
عاوزك تروحي لوحدك النهاردا 
اشمعنى  
عشان عندي درس بعد المدرسة
ردت ورد بنبرة متعجبة قائلة 
جبتي فلوسه منين إذا كان بابا م
قاطعت نفسها و هي تسخر منها للمرة الثانية 
وقعتي على مدرس جديد يصرف عليك ولا تاخدي عنده درس ببلاش !
ردت أناهيد وقالت 
مش هرد عليك عشان ردي عيب وخسارة عموما عرفي بابا إني هتأخر عشان كلمته فضل يتخانق معايا و معرفش إني هتأخر كل اللي كان همه مين ها يدفع فلوس الدرس سلام عشان متتاخريش على حصتك
استوقفتها ورد وقالت 
بما إن معاك فلوس هاتي عشرين جنيه اللي
تم نسخ الرابط