رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

يا جدو فين بقى المفاجأة اللي قلت لي عليها 
رد مشاكسا و قال
حذري فزري 
كان سليم جالسا يتابع ما يحدث في صمت تزين ثغره بإبتسامة خفيفة لحركاتها العفوية و مشاكستها لجدها بينما هي زاغت نظراتها و هي تقول 
العربية اللي وعدتني بيها 
لا 
يبقى هنسافر نقضي يومين في الاقصر و اسوان  
لا 
يبقى هشتغل مع ساجد في الشركة و....
قاطعها ساجد و قال بجدية مصطنعة
سيبي ساجد في حاله أنا شايل نفسي بالعافية و الشركة ماشية ببركة ربنا متجيش أنت و تخر بيها
ردت شاهيناز بحزن طفولي 
شايف يا جدو هو كدا دايما 
سيبك منه يا قلب جدو و قولي لي إيه رأيك في دكتور مازن التوني 
ردت بنبرة متعجبة قائلة
رأيي في إيه مش فاهمة 
رد ريان و قال بهدوء و نظراته لا تبرح نظرات سليم الذي انصت لهما بجميع حواسه متراقب ردة فعل شاهيناز و هو يخبرها بهدوء قائلا 
دكتور مازن طلب ايدك و أنا كنت مأجل الكلام في الموضوع دا لحد ما تخلصي جامعة عشان مافيش حاجة تشغلك
نظرت شاهيناز ل سليم الذي حاول أن يتحاشى النظر إليها عادت ببصرها لجدها و قالت بحزن دفين 
بس يا جدو أنا مبفكرش في الجواز انا لسه قدامي حاجات كتير و لسه عاوزة اكمل دراستي
رد ريان بعقلانية 
و ماله يا حبيبتي كملي دراستك و أنت متجوزة ما ناناه جميلة عملت كدا بردو يعني مافيش حاجة ها تمنعك
رد ساجد و قال 
أنا شايف إن كلام جدو معاه حق و بعدين بابا اكيد رأيه هيكون من نفس رأينا 
دا أنتوا عاوزين تخلصوا مني بقى ! 
مين قال كدا بس يا قلب جدو الموضوع و ما في إن دي فرصة حلوة ليك و إن أنا لو مش شايف إن الولد له مستقبل مكنتش وافقت زي غيره اللي اتقدم و رفضته من غير ما اعرفك حتى
نظرت شاهيناز ل سليم و قالت بنب٤خذعهذعدرة مغتاظة من هدوئه 
و أنت رأيك إيه يا سليم !
رد سليم بهدوء ظاهري 
أنا شايف إن دا قرارك أنت أولا و أخيرا و احنا كلنا مجرد آرارء
ردت شاهيناز بنبرة منفعلة 
أنت شايف كدا ! ماشي و أنا موافق يا جدو
غادرت المكان بعد القت قرارها المعلون في وجهه لم يمكوث طويلا هو أيضا و قرر الذهاب لشقته قبل أن ېصرخ بوجوهم جميعا.
وقف وسط زملائه و خيبة الأمل و الإحباط يتملكان منه كاد أن يبكي من فرط حزنه ظن أنه سيكون ضمن قائمة أفضل عشر طلاب على فصله 
لكن خذله مدرسه و لم ينادي باسمه و هاهو يقف بين الطلاب بعد إنتهاء وقت الراحة بين الدوام وقف يستمع لاسماء افضل عشر مراكز على مستوى المدرسة بأكلمها بدأ العد التنازلي للمراكز و لم يأتي اسمه اللعڼة عليهم جميعا كيف يحدث هذا ف والدته أكدت له أنه سوف يحصل على الدرجات النهائية في جميع المواد شعر بالضيق و أشعة الشمس تتداعب عيناه التي اغروقت بالدموع من فرط حزنه إلى أن هزه رفيقه في الفصل و الذي لايفارقه دائما وقال 
اسمك يا يونس أنت طلعت الاول
صفق له زملائه والمعلمين و المعلمات الجميع يصفق له و الإبتسامة لا تفارق افواهم ركض و هو يمسح دموعه من خديه صافح المدير شخصيا الذي يسمع عنده دائما و عن صرامته هو الآن تخلى عن صرامته وابتسم له صافحه قال له بجدية 
مبروك يا يونس عاوزك شاطر كدا على طول عقبال ما تبقى دكتور
رد يونس بسعادة غامرة
شكرا يا مستر اوعدك افضل شاطر كدا على طول
تناول شهادة التقدير و الجائزة و عاد رافعا رأسه وهو ير بأم أعينه فرحة اصدقائه له و التباهي الذي حصلوا عليه وأنه فخر لهم لأنه الاول على المدرسة بأكملها وضع طاهر صديقه ي ده على مؤخرة رأسه يونس و قال بإبتسامة واسعة 
مبروك عليك يا صاحبي المركز الأول أنا سبته لك بمزاجي على فكرة 
مبروك أنت كمان يا طاهر و المركز التاني مش وحش على فكرة 
اومال كنت زعلانة وبتعيط ليه قبل ما تعرف النتيجة  
عشان كنت خاېف ارجع النهاردا من غير ما افرح ماما و بابا لأني كنت دايما بقولهم إني هكون من العشرة الأوائل 
خلاص السنة الجاية سيب لي المركز الأول 
لأ هنذاكر سوا ونطلع الاول مع بعض 
ماشي نذاكر هو احنا ورانا حاجة غيرها المذاكرة دي 
هو احنا هنروح إمتى 
لسه فاضل اربع حصص مستعجل اوي أنت ها 
اوي اوي يا طاهر نفسي الوقت يعدي بسرعة عشان اروح افرح ماما وافضل سهران لحد ما بابا يجي من السفر و افرحه معايا 
هو أنت هتسافر معاه صح  
اه بس خميس وجمعة بس
داخل الفصل
جلس يونس يكتب ما أمرته به المعلمة كان يصب ناظريه في الدفتر بينما هزه طاهر وقال بهمس 
يونس أنت يا واد يا يونس 
إيه في إيه  
مش دا باباك 
نظر يونس نظرة سريعة تجاه الباب ثم نظر لصديقه و قال بسعادة 
ايوة هو
حرك بيجاد رأسه و قال بعتذار 
آسف لو قطعت حضرتك
ردت المعلمة وقالت بإبتسامة 
لا مافيش مشكلة
تابعت بصوت مرتفع 
يونس تعال
ركض يونس تجاه أبيه احتض نه بقوة و كأنه اضاعه في الزحام رفع بيجاد ذقنه بأنانله وقال بإبتسامة واسعة 
هات شنطتك عشان هانمشي
ركض يونس تجاه مقعده وهمس لصاحبه بسعادة 
هاشوفك بكرا بقى سلام 
سلام
بدأ يونس في سرد ماحدث له و عن شعوره بالسعادة و ان اليوم تاريخي بالنسبة له استمع له باهتمام كبير يبتسم حين يبتسم ولده و يحزن حين يتذكر كم كان وحيدا في لحظة التكريم تلك 
ثم عاد لسعادته وهو يقول 
بس انا مبسوط اوي عشان ماما هتفرح إني طلعت الاول على المدرسة كلها مش هي هاتبقى مبسوطة يا بابا  
طبعا يا قلب بابا هتبقى مبسوطة و انا عن نفسي مبسوط من كل قلبي عشانك
بعد مرور عشر دقائق 
وصلا بيجاد و يونس للمنزل و قبل أن يصعد شقته
ولج شقة الجدة ليخبرها بما كان يطلب منها أن يوفقه فيه اخرج من حقيبة مدرسته شهادة التقدير و الجائزة ثم سرد وهو يتنقل بين الجدة واولادها و راح 
و المدير فضل يقول كل اسماء الولاد و البنات اللي طلعت الأول من المركز العاشر للمركز التاني و اول ما قال المركز الاول يونس بيجاد مالك حسيت إني بحلم لحد ما طاهر صاحبي قالي نادوا اسمك يا يونس جريت على المدير
ختم حديثه بعدم استيعاب و قال 
المدير قالي انازمبسوط منك يا يونس وسلم عليا بنفسه
رد مالك وقال بإبتسامة 
هو أنت قليل أنت يونس المحمدي الاول على المدرسة يسلم عليك المدير و يسلم عليك الوزير كمان أنت مش قليل يا واد أنت
رد عابد وقال 
متخليش الواد يبقى مغرور هو فرحان عشان حاسس إنه عامل حاجة كبيرة تستحق التقدير بلاش تحول فرحته ل غرور
رد مالك وقال
تم نسخ الرابط