رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
الصمت حتى انتهى الطبيب من حديثه ظل يستمع له دون أن يعقب على كلماته و التي كانت من اهمها أن الطفل يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي بشرط الالتزام بتناول جرعات الدواء في مواعيدها و عدم التعرض لأي من الأشياء التي تهيج تلك التشنجات مطالبا الأسرة بمعاملته بشكل طبيعي وترك مساحة له للعب مع أصدقائه و لمشاركته في الأنشطة الاجتماعية و الترفيهية حتى لا يسببوا ضغطا نفسيا عليه.
كان عابد يحاول أن يعثر على كلمات يلطف بها الأجواء لكنه وجد نفسه يقول بهدوء لا يعرف من أين أتى به
عارف إنك مصډوم و إن كان المفروض تعرف بس زي ما شرحت للدكتور قصادك بنتي مرضها كان لي علاج جر احي عكس طلال تماما لما عملت العملية كنا في الكويت و بعدها
تنهد عابد بعمق و هو ينظر ل باب حجرة ابنته بالمشفى وقال
القرار يرجع لك عاوز تكمل مع بنتي براحتك مش عاوز يبقى أنت ابني بردو و كأن مافيش حاجة حصلت بس حابب اطمنك بأمر الله مظنش حد من ولادك هايتصابوا بنفس المړض لأن من المړض بيصيب بنسبة 25 يعني من كل أربع عيال من عيالك هيتصاب واحد دا في حالة لو كملت مع ربى مكملتش يبقى ولادك من اي واحدة خلقها ربنا بنسبة 90 مش هيتصابوا بالمړض و لا طلال ينقلهم نفس المړض لأنه مش معدي .
لم ينبث ببنبت شفة تركه عابد يأخذ قراره بمفرده بدون أي ضغط عليه ولج لابنته وجدها في سبات عميق إثر المهدئات تنفس الصعداء حمد لله على أنها في عالما آخر جلس على المقعد المجاور لمقعد زوجته نظرت له و قالت بتوجس
نوح هايعمل إيه
رد عابد بنبرة حزينة وقال
قصدك إنه ممكن يطلقها !!
من حقه و مش هنقدر نلومه
ايوة بس هي ذنبها إيه
رد عابد بإنكسار وقال
ذنبنا إننا ضعفنا ووافقنا لرغبة بنتنا ونسينا خالص مرضها أو عملنا نفسنا ناسين .
تنهدت وتين بحړقة و هي تنظر لابنتها بينما وضع عابد يد ه على كفها نظرت له ابتسم وقال
أنت بتتكلم كدا زي ما يكون فعلا نوح اتخلى عنهم
قلت لك إنه من حقه ثم ماتنسيش نوح لسه صغير ومن يتجوز واحدة تخلف له عيال معافيين من أي مرض
ختم حديثه قائلا
مش هنسبق الأحداث سيبها على الله احنا معانا يومين و نخرج من هنا لو نوح مجاش فيهم أو قال لمراته حمد لله على السلامة يبقى نحترم رغبته و ننفصل بهدوء
من غير بس مش هنبقى حمل على حد ولا هخلي بنتي يبقى لها ضرة تق هرها وهي لسه عروسة بقالها سنة .
ردت وتين بتساؤل و قالت
تفتكر مالك أخوك هايقول إيه
مش عارف بس أيا كان اللي هايقوله من حقه احنا خبينا عن الكل وهما عرفوا بالصدفة ولولا تعب طلال مكناش اتكلمنا اساسا
بعد مرور يومين
قبل مغادرة ربى من المشفى بعد تحسن حالة رضيعها أتى إليها جدها ريان بصفته و شخصه
ولكن قبل أن يلج غرفتها تحدث قليلا مع عابد هو و جميلة قائلا
أنا من رأيي تدي له فرصة كمان يا عابد نوح بيحب ربى و جايز يكون مصډوم
عمي مش هكدب عليك و اقول إني عاوز اطلقها أنا القرار دا بالذات بدعي ربنا ما امشيش في نهائي بس اديك شايف بنفسك يومين من بعد اللي لا هو ولا اي حد من العيلة دخل على بنتي وقالها حمد لله على سلامتك
ردت جميلة وقالت
مش جايز يكون مشغولين في تحضيرات السبوع و كدا
نظر عابد لها نظرة ذات مغزى هربت من نظراته تلك قائلة بتلعثم
ماتبصليش كدا انا بقول جايز
يا مرات عمي العيلة كلها مرة واحدة انشغلت في تحضيرات سبوع وهما حتى ماجوش يقولوا لأمه المولود مبروك ولا حمد لله على سلامتك حتى !!
ختم حديثه وقال بجدية
عموما هما معاهم آخر فرصة النهاردا الساعة ستة بنتي هاتخرج من المستشفى لو محدش جه يبقى الرؤية وضحت
رد ريان بجدية وقال
طب يا عابد أنا هاخد ربى عندي و من هنا لحد ما توصلوا ل حل هي موجودة في بيتي أنا مضمنش إيه اللي ممكن يحصل هناك و لا إيه ممكن تسمعه من أي حد فيهم في الفترة دي و لو لقدر الله حصل طلاق يبقى تسبني انا اجبهالها بطريقتي
سأله عابد بحزن دفين
طب لو سألتك هتروح معاك ليه ها تقل لها إيه
أجابه ريان بهدوء
ما تقلقش انا هاتصرف المهم محدش يجيب لها سيرة حاجة تتضايقها كفاية حزنها على ابنها انا هحاول ابعدها عن اي توتر في الوقت دا و بعدها ربنا يقدرني و احل الامور أو تتحل لوحدها
داخل حجرة ربى بالمشفى
مال ريان بجذعه قليلا ل يطبع قب لة خفيفة على جبينها كانت شاردة انتبهت لوجوده نظرت له وقالت بإبتسامة باهتة
جدو أنت جيت بنفسك
م لس على خصلات شعرها و قال بحنو وحب
هو أنا عندي اغلى منك عشان اجاي له بنفسي
سألته بنبرة هامسة قائلة
هو نوح كلمك ! اصله مابيردش عليا !!
اجابها بكذب
لا كلمني بس اتخانقت معه عشان معرفنيش من اول ما ولدتي
أنا يا جدو اللي مرضتش اقل لك عشان عارفك تعبان
يبقى هتخانق معاك بس لما تقومي بالسلامة
نظر لابنته الشاردة في اللاشئ علامات الهم و الحزن ارتسمت و بقوة على وجهها تق طع نياط قلبه عليها عاد ببصره لحفيدته التي سألته بنبرة هادئة و دموعها تنساب على وجنتها
ابني جاله الصرع يا جدو ابني حالته اصعب مني و مش هايعي ...
رد ريان بإبتسامة واسعة و قال
طب ما أنا مريض قلب و كنت مضطرب عن الجواز لحد امي الله يرحمها بقى و يسامحها على اللي عملته فيا
سألته جميلة قائلة بمشاكسة
بتقول حاجة يا ابو عدنان !
أجابها ريان بجدية مصطنعة
إيه بتكلم مع بنت بنتي حرام ولا غلط بفضفض معاها شوية خليك مع بنتك
نظر لحفيدته التي ابتسمت رغم احزانها الدفينة حرك رأسه و قال بنبرة مغتاظة
مرتاحة كدا وقعتيني معها و بتضحك !!
تابع بجدية وقال بحنو
قلت مش هتجوز و أنا هظلم اللي ها تجوزها ليه اتجوزها النهاردا و اموت بكرا و لما النصيب جه اتجوزت وخلفت و جوزت عيالي وشيلت عيالهم ودلوقتي بشيل عيالهم كمان
ردت ربى بنبرة واهنة وقالت
ربنا يخليك لينا يا حبيبي ويبارك لنا في عمرك يارب
تنهد ريان وهو يختم حديثه قائلا
متابعة القراءة