رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
بدأت تحكماتها تتخذ مجراها الطبيعي من وجهة نظرها وقفت ربى تتحدث معه قرابة السا عة ونصف هتفت الجدة وقالت
يا بت كفاية كلام وادخلي نامي الساعة واحدة
رد نوح وقال بغيظ مكتوم
ما تسيبها يا ستي هي عملت لك إيه يعني !
بتتكلموا كل دا في إيه الساعة واحدة
حاجات يا ستي حاجات ! وبعدين لسه مجتش واحدة سيبيها بقى
بدأت صلاة قيام الليل كاد أن يغلق الباب ما إن خرج أخيه لكن هتفت الجدة بصوتها المرتفع
الله أكبر
ظن نوح أنها تريده أن يترك الباب بينما وقف بيجاد كما هو لا يعرف ماالذي تريده جدته انتهت من الصلاة وهي تسبهم جميعا قائلة
مش عارفة اصلي اللي بيقفل لي الباب واللي خارج لي من غير حاجة تستره إيه مالكم !!
هو في إيه يا ستي بس مش فاهم هو أنا اتكلم ما عاجب اسكت ما عاجب !! ما تسبيني اتكلم مع البت كلمتين وداخل !
هما الكلمتين دول مش هايخلصوا يا ابني دا رمضان قرب يجي عليا والكلمتين بتوعك دول لسه مخلصوش
تابعت بصوت مرتفع قائلة
ياعابد اطلع خد بنتك
ارتاحتي يا ستي اهي دخلت
طب كويس أما اقوم انام بقى
طب ماكنت ډخلتي من الأول !!
واسيبك مع البت لوخدكم
هاعملها إيه يعني يا ستي
الشيطان ثالثكما ياواد
شيطان إيه ياستي اللي هايجي لنا واحنا على السلم وابوها قاعد ورا الباب قال إيه بيتفرج على التليفزيون حركات بيت المحمدي الققديمة ابقوا نقوا حركات جديدة شوية
لأ ازاي عجبني والله .
في أحد اقسام الشرطة اليونانية
كان شاهيناز تقف أمام الضابط تريد أن تثبت وقعة الضړب المزيفة التي افتعلتها هي لتزج ب سليم الحبس بينما حاول جدها توضيح سوء التفاهم اغتاظ منه سليم كاد أن يلتقط خصلات شعرها المختلط بلونا عجيب لا يعرف له أساس وهو يقول
ابقى وريني يا سليمة
قالتها بلغة عربية ركيكة ظن أنها تسخر من اسمه لكن هكذا نطقه لسانها التي تبدل تماما ونسى تلك اللغة الوسيطة بينهما ك لغة حوار تابعت باليونانية التي لا يعرفها ريان بينما تعلمها سليم قبل سفرها ليحدثها بها فلتت زمام الأمور بعد أن سبته بسباب كاد أن ينقض عليها ليفصل رأسها عن جسدها لكن وقف الجد حائلا بينهم أشارت بيدها للمحقق وقالت
سبني عليها ياجدي سبني خليني اربيها بدل ما هي لايقة اللي يربيها.
ابوس ايدك يا ابني سابها تقول اللي نفسها في خلينا نسايسها خلينا ناخد ونرجع مصر وهناك هنربيها زي ما تحب اهمد بقى خلي الدنيا تمشي زي ما أنا مخطط لها.
تابع ريان حديثه و هو يلتفت لحفيدته و قال
و أنت يا بنتي الله يرضى عنك كلميني عربي زي ما علمتك و لا حتى الماني دا أنا اتعلمته بالعافية عشانك
تمتمت باليوناية غير مبالية رجائه وتوسلاته لها بل سبته سباب لاذعا اغتاظ سليم وكاد أن يفقد سيطرته على غضبه الشديد ما إن وصل إلى مسامعه سبابها و تهديداتها في زجهما في الحبس إن لم يبتعدان عنها نظر لجده وقال من بين أسنانه
سبني عليها يا جدي عشان خاطري سبني اربيها واعرفها بتعامل مع طولة اللسان دي ازاي دي فاكرة نفسها كبيرة !!
يا ابني ارحمني أنا تعبت أنا جايبك معايا عشان تحل ولا تعقد ما كنت جبت أخوها بقى طالما الموضوع كدا اهدأ يا سليم عاوزين نخرج من هنا بهدوء بدل الشوشورة اللي بتعملها دي اهدأ عشان خاطر جدك و اعمل لوجودي حساب .
بعد ساعة كاملة قضاها ريان وسليم داخل قسم الشرطة أتى أدهم أخيرا ليحتوي الأمر بعد أن علم أنها قامت بحبسهما عاد إلى بيته باليونان جلس ريان داخل غرفة الضيوف بمنزل أدهم نظر لها وتسأل بنبرة متعجبة وهو يشير بيده المجعدة قائلا
إيه القرف اللي بنتك عاملاه في نفسها دا
رد أدهم بنفاذ صبر من ابنته وقال
تعب والله معاها يابابا بس هعمل إيه دي دماغها و....
قاطعه سليم قائلا بنبرة مغتاظة
ابتسمت إبتسامة مزيفة وردت عليه باليونانية وقالت بهدوء حد الاستفزاز مالم يستطع تحمله كاد أن ينقض عليها لكن لحق به جده و قال پغضب جم
ما تلم بنتك يا ادهم هي مالها اتبدلت كدا ليه دي طفلة دي !!
رد أدهم ضاحكا وقال
يا جماعة إنتوا واخدين الموضوع قفش كدا ليه شاهي مبقتش صغيرة دي عندها عشر سنين و بعدين هنا مسموح تعمل اللي هي عاوزاه طالما مش بټأذي حد و.....
لم يستطع سليم كظم غيظه أكثر من ذلك و قال بنبرة حادة
الكلام دا لما تبقى مش مصرية تبقى تعمل اللي هي عاوزاه إنما دي يا عمي مصرية مسلمة ومن عيلة الأنصاري يعني كل خطوة محسوبة عليها وبعدين اللي زي دي في مصر بيلعب بالعروسة مش بتقلب نفسها عروسة المولد اللي مايشتري يتفرج !!
سليم مبقاش في الكلام دا دلوقت انها في الالفنيات وأنت لسه تفكيرك زي تفكير الناس العجوزة !!
رد سليم وقال بتباهي
أنا جاهل راجل جاهل لو هتعتبر إن دا جهل فأنا ليا الشرف بدا ومش لازم عشان اوكب العصر الجديد امشي معري جسمي وملغبط وشي بالأزرق و الأحمر لو فاهم يا عمي إن بنتك متحضرة وعايشة سنها ف تبقى غلطان البنت اللي عايش سنها بجد كانت شاهيناز اللي جت لنا مصر حافظة كلام الله وبتعرف تقرأ وتكتب وتبحث عن معلومات أكبر من سنها في حاجة مختلفة وكلها مفيدة مش واحدة أول لما تشوفها تقول دي من عبدة الشيط ان !!
نظر ريان لادهم وقال بهدوء بعد معاناة طويلة بينه وبين حاله محاولا الصمود قدر المستطاع
سليم قال كل اللي كنت هاقوله راجع نفسك يا أدهم ولم اللي باقي منك هنا وتعال يا ابني ننزل على مصر بلدك أولي بيك .
ردت شاهيناز بعناد قائلة باليونانية المتقنة
لن يحدث ماحييت لن نعود إليك أيها العجوز الأحم
انقض سليم عليها و قبل أن يقبض على خصلاتها المستفزة بالنسبة له حاوط ادهم جسدها ليقف بينه وبين ابنته وراح يقول
مالك يا سليم في إيه هتعمل عقلك بعقل البنت دي صغيرة يا سليم ومش فاهمة هي بتقول إيه ولا بتعمل إيه
تجاهل سليم حديث عمه ثم نظر لها وقال بوعيد باليونانية
اقسم لك إن تعودين إلى شاهيناز التي اعرفها لن اتراجع عن قت ل تلك الروح
متابعة القراءة