رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
لي ينفع تاخدي الملفات اللي مستر طلال بيقول عليها دي
ردت اناهيد بمشاكسة قائلة
تتدفعي كام
دست ورد يد ها في جيب قميصها الأبيض و قالت
مش معايا غير عشرة جنيه بس !
ابتسم أناهيد و قالت بنبرة ناعمة مربتة على يد ورد
خليها معاك أنا كنت بهزر معاك خدي التليفون اهو خلي ينقلك كل الملفات و ابقي احفظيها
بس انا مش بعرف اتعامل عليه اقولك استني
اخرجت ورقة صغيرة وقالت
دا رقم مستر طلال اللي بينزل عليه الملفات و الحاجات المهمة شوفي كدا هو عامل جروب فين و ادخلي هاتي لي منه الحاجات
تركت أناهيد القلم فوق الدفتر ثم تناولت منها الورقة بدأت تتدون الرقم ظهر أمامها التطبيقات التي تحمل نفس الرقم نظرت لأختها و قالت
مش عارفة !
مش عارفة ازاي بس اومال عارفة إيه بس اقول لك روحي اسألي أو خلي حد من البنات صحابك اللي في الجروب تعملي إضافة و بعدها تعالي لي احمل لك اللي يعجبك
سألتها ورد بإبتسامة واسعة
يعني أخد تليفونك عادي
اه عادي مافيش مشكلة
غادرت ورد تاركة أختها تتابع ما كانت تفعله ركضت نحو صديقتها طلبت منها أن تضيف رقم شقيقتها ففعلت بدأت ورد تستمع لجميع التسجيلات الصوتية التي كانت تسجلها إحدى صديقاتها ثم تقرأ الرسائل الهامة الذي كان يرسلها طلال حتى كتب رسالة يخبر فيها الجميع كاتبا
السلام عليكم جميعا عارف إن النهاردا مافيش درس بس انا عندي مشكلة مع التطبيق كل ما بحلها بتبوظ تاني ف عذرا لو معرفتش ارد على حد تقدروا تتواصلوا معايا على حسابي الشخصي على الفيسبوك و دا اللينك بتاع صفحتي و اول ما المشكلة تتحل هنرجع تاني للواتساب طبعا
مرت كالبرق في سرعته على الجميع عدا سيدرا التي كانت تشعر بأن الوقت يعاندها و لا يريد المرور و أخيرا تبقى من الزمن ثلاثون يوما فقط كانت مدللة أبيها صديقة أخيها و طبيبة لمن يريد أن يشفي من چروحه ستغادر المكان الذي عاشت فيه اكثر من خمسة و عشرين عاما تقريبا جلست ترتب حجرتها ك عادتها يوم الجمعة من كل أسبوع طرقت والدتها الباب قبل دخولها و لجت و على ثغرها إبتسامة خفيفة جلست على حافة الفراش حدثت ابنتها عن عدة موضوعات لم تتفاجئ بعقل سيدرا الذي يتجاوز عمره أحيانا في بعض الأمور الهامة ربتت على هدها و قالت بنبرة حانية
ردت سيدرا بإبتسامة عريضة قائلة بحماس
أنا كمان مش مصدقة نفسي يا ماما و حاسة إن الأيام مش عاوزة تعدي نفسي الشهر دا يجري بقى و اشوفني بالفستان
سألتها ربى بإبتسامة واسعة قائلة
مش مكسوفة و أنت بتقولي كدا
أجابتها بخجل قائلة
الله بقى يا ماما مش حضرتك اللي سألتيني عن احساسي !!
ردت ربى بجدية مصطنعة قائلة
اه لو نوح يسمع غشان يعرف إن أنا و بس اللي باقية له و..
ردت سيدرا مقاطعة والدتها قائلة
ماما من فضلك بلاش بابا يسمع احسن دا الغيرة عنده بقت زيادة اوي من ساعة ما حددنا معاد الفرح و كل ما الوقت يقرب كل ما هو بيتعصب و خاېف يفركش الفرح في الآخر
سحبتها ربى لحضنها و قالت بنبرة حانية مطمئنة إياها
لا يا روحي متقلقيش مايقدرش يعملها
تابعت بجدية مصطنعة قائلة
و لو هعملها انا أول واحدة هاقف له فيها دا أنا ماصدقت الطريق يفضى لي و كنان هنسلط عليه ولاء
أنا بحبك اوي يا مامي ربنا يخليكم ليا و مايحرمنيش منكم أبدا.
أردفت سيدرا عبارتها و هي تحاوط خصر والدتها بقوة و كأنها ستهرب منها ربتت ربى على رأسها بحنان بالغ ثم طبعت قبلتها و غادرت المكان تتابع ما كانت تفعله منذ قليل .
داخل غرفة صفوان و طلال
حلو القميص دا ماشي مع البنطلون دا يا طلال هاخدهم لفة وا رجعه لك تاني
قالها صفوان و هو ينظر نظرة متفحصة لملا بس أخيه الجديدة كاد أن يخرج من الغرفة ليحضر الأشياء التي تناسبه كالساعة و الخاتم و العطر الجديد استوقفه طلال قائلا بنبرة جادة
استنى عندك يا صفوان
نعم
اطلع بال 150 جنية حق الطقم اللي معاك
هتاخد مني حق الطقم يا جدع
دا أنا هاخد منك نور عينك يا حبيبي هو أنت فاكرني مدرس محترم و ها تكسف منك و اقول اخويا!!
لأ يا تيتو متقلش علي نفسك كدا ياحبيبي أنت محترم
حلو اوي كدا مش أنا محترم
اه
هات بقى بالذوق حق إيجار الطقم لمدة ساعتين ساعتين و دقيقة هتدفع غرامة تأخير
دس صفوان يده في جيب سرواله ثم وضع النقود في يد أخيه و قال بنبرة مغتاظة
خد دا أنت يه ودي اعوذ بالله عليك
استوقفه طلال قائلا بتذكر
بقلك
قول
كانت في ساعة و نضارة عندك عاوز اخدهم لفة عشان اروح بيهم المدرسة يوم الحد
ماشي بس دول إيجارهم غالي عليك
مافيش حاجة تغلى عليا يا حبيب اخوك كام يعني
300 جنيه للنضارة وزيهم للساعة
ليه إن شاء الله ساعة الملك رمسيس التاني !!
و هو رمسيس كان بيلبس ساعات يا خفيف الظل
مثلا يعني !!
دي ماركة يا حبيبي كل ساعاتي و نضارتي مستوردة من برا ماركات أنت نفسك ها تتلغبط في نطقها عجبك عجبك مش عجبك ملوش لازمة تشكك في نزاهتي و اختياراتي للساعات و النضارات بتاعتي
طب مشيها بالحب مع اخوك
جبت منين الكلمة دي !
سمعت بنت بتقولها لصاحبتها في المدرسة المهم اديني الساعة والنضارة الاتنين ب 150 جنيه
ليه قالوا لك عليا حرامي و لا اكون بطلبهم و بخلي ابوك هو اللي يحاسب !
صفوان حبيبي أنت بتقفش ليه كدا أنا تيتو حبيبك و عديها لي مرة عشان انا كمان اعديها لك مرة
مش أنت متربي و بابا مقصرش في تربيتك
اه
أنا بقى ماشفتش بربع جنيه تربية و لاعدت عليا
تجيب فلوس الحاجة الحاجة تطلع متجبش ماشفش وشك قدام دولابي واسطوانة صلة الرحم واننا اخوات دي تنساها عشان مش هتاكل معايا نهااااائي
سأله صفوان للمرة الأخيرة قبل أن يغادر قائلا
ها هتاخدها و لا البسهم أنا !
رد طلال بضجر قائلا
هالبسهم طبعا
سحب صفوان النقود من يد أخيه و قال
متابعة القراءة