رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

خدت بعضي وجريت و مدخلتش عندها بعد آخر زيارة
تنهد مالك بعمق و قال بهدوء وهو يطرق على سطح المنضدة و قال 
اقفل على كل المواضيع القديمة دي وروح هات مراتك وراضيها عشان تحضر فرح اخوك و امشي بما يرضي الله عشان ربنا يسترها معاك
ابتسم له وقال بحنو وحب 
حاضر يا بابا أنت تؤمرني 


بعد مرور يومين
في منزل شقيق رقية كانت جالسة تشاهد التلفاز بغرفتها بشرود اليوم يوم زفاف نوح و ربى طلب منها نوح أن تأتي لكنها اعتذرت مبررة له تعليمات الطبيبة ولجت زوجة شقيقها وقالت 
يلا يا روكا عشان معتز جاهز 
يلا على فين  
على فرح سلفك 
بس أنا مش هروح ما أنت عارفة اللي فيها 
ماهو انا ماتكلمتش معاه وقلت له حاجة هو فاهم إنك بتغيير جو ومش معقول يبقي فرح سلفك و متروحيش اركني خلافاتك مع جوزك على جنب و روحي فك عن نفسك شوية 
خاېفة اقابله هناك و يعاملني وحش 
ريحي دماغك مش هناك 
عرفتي منين 
ردت كاذبة وقالت 
اصل معتز كلم نوح يبارك له و لما سأله عن بيجاد قاله لسه مسافر و الإجازات موقوفة عندهم قومي بقى أنت عارفة اخوك لما بيلبس بيبقى عاوز يمشي في التو و اللحظة
وقفت عن المقعد و هي تتحامل على نفسها 
تحاول السير بهدوء الړعب الذي يتولد بداخلها بأن تضع ولدها في الشهر السابع تحول لهاجس كبير تعليمات الطبيبة هذه المرة كانت غاية في الخطۏرة قالت لها أن الجنين سكن في الحوض وهذا يعني أنها من المحتمل أن تلد خلال أسبوع إن استمر هذا الوضع بهذه العلامات التي اخبرتها بها في زيارتها الاخيرة
بعد مرور ساعة تقريبا وصلت أخيرا للقاعة المقام فيها الحفل جلست على نفس المائدة التي بها أخيها وعائلته بعد أن صافحت عائلة زوجها بأكملها هي الآن بإنتظار دخول العروسان اطفئت الأضواء و بدأت الموسيقى في العد التنازلي ثم فتح باب القاعة ليظهر العريس و جدته تتشبث في ذراعه صفق لهما 
الجميع لهذا المشهد الجميل ثم أتى دور العروس التي دخلت وهي تتوسط جدها ريان و أبيها عابد الاجواء حتى الآن رغم بساطتها إلا إنها خطفت الأنظار من الوهلة الأولى كانت تريد أن تبارك للعروسان لكنها لا تستطيع الحرك فأتت إليها ربى و نوح وقفت و هي تتحامل على نفسها عا نقتها و باركت لها ابتسمت ربى و قالت بسعادة 
كنت هزعل جدا لو مجتيش 
مبروك يا عروسة ربنا يتمم لك بخير
ثم نظرت لنوح و قالت
مبروك ربنا يتمم فرحتك على خير يارب وتكون جوازة العمر 
امين يارب 
عاد العروسان لمكانهم المخصص وجلست هي 
على مقعدها رغم شحوب وجهها إلا أن تحاول أن تبتسم لمواكبة الاجواء بدأت الموسيقى الصاخب في التعالي انسجم سريعا المدعوين للحفل وعلى رأسهم عابد الذي افتتح الحفل برقصة مع ابنته نظرت لساعة معصمها وجدتها تجاوزت العاشرة مساء الوقت يمر و بيجاد متغيب عن الحفل حتى الآن يا ليته يأتي لتراه هذه هي أمنيتها الوحيدة وقف اخيها وقال بهدوء 
يلا نمشي بقى احسن انا عندي شغل الصبح بدري
وقفت معه لكنه تسأل بنبرة متعجبة وقال 
هو أنت هاتمشي دلوقتي يارقية
ردت بتلعثم قائلة 
اه في حاجة  
لا بس بحسب هاتفضلي مع أهل جوزك في يوم زي دا
ردت بنبرة مخټنقة 
مش قادرة يا معرز اقعد اكتر من كدا وكمان الدكتورة قالت لي الراحة في الفترة دي ضروري اوي كفاية كدا بقى و هما هايعذروني 
خلاص مافيش مشكلة يلا بينا
كان معتز يحمل ابنه بين ذراعيه بينما كانت رقية تسير بهدوء مع زوجة اخيه التي تعجبت مما حدث وهي تقول 
أنا مش عارفة جوزك راح فين دا أنا سامعة بودني معتز و هو بيسلم عليه في التليفون 
يعني كنتي بتكدبي عليا وبتقولي مسافر 
ياختي اتنيلي آل يعني أنت عينك مكنتش هاتطلع طول الف ...
قاطعت حديثها و هي تشير بيدها قائلة
بيجاد اهو جه بيسلم على اخوك
بداخلها فرح عامرة لكنها تظاهرت بالعكس تماما أتى إليها و صافح زوجة أخيها و يعتذر منهما قائلا 
أنا آسف اتأخرت ڠصب عني و الله اتفضلوا جوا
ردت زوجة معتز و قالت 
نتفضل فين بقى دا معتز وقف التاكسي و ركب خلاص مرة تانية بأمر الله
طال النظر بينه و بين قررت أن تقط ع هذه النظرات زوجة معتز و هي تقول 
طب عن أذنكم بقى احسن معتز بيشاور لي مبروك لاخوك وعقبال ما تفرح بولادك
ردت رقية وقالت بسرعة
استني أنا جاية معاك
كادت أن تتحدث لكن شارو لها زوجها فقالت سريعا وكأنه انقذها في اللحظة المناسبة 
طب أنا هامشي لأحسن معتز جاب اخره سلام بقى
رد بيجاد وقال 
لو تعبانة تعالي اروحك بيتنا اقصد بيتك اللي قلت إن طول ما أنا غايب عنه هايفضل مفتوح و أنت في انتظاري 
ردت رقية وقالت پغضب
أنا مش عبدة ولا جارية عشان ابقى في انتظارك و بعدين الكلام دا كنت بقوله لواحد كنت بحبه وبحترمه 
كنت !!
ايوة كنت و من فضلك يا بيجاد نقفل الكلام في الموضوع دا احنا متفقين على كل حاجة خلاص بس ضيف لاتفقنا إن ابني مش هيتربى بعيد عني و أنت اعمل اللي يعجبك
سألها بحاجب مرفوع وقال 
دا تمامك يعني 
اجابته بعدم اكتراث 
ايوة
أومأ لها برأسه علامة الموافقة وقال 
مافيش مشكلة كل واحد يعمل اللي يريحه يارقية و
كادت أن تتحدث لكنها تفاجأت بتعب مفاجئ 
وسائل دافئ ينساب على فخذ يها نظرت لزوجها و قالت 
أنا بڼزف يا بيجاد الحقني
هرع تجاه سيارته ثم قام بحملها وضعها في السيارة. و قال بتساؤل 
هي الدكتورة في عيادتها النهاردا 
حركت رأسها علامة النفي وقالت 
الدكتورة مسافرة في مؤتمر طبي 
والعمل  
مش عارفة
بدأ النز يف يظهر على ثيابها حركها ليوقظها قبل أن تفقد وعيها وقال 
رقية فتحي عينك وكلميني 
ما يصل إلى مسامعها مجرد اصوات مشوشة 
لا تسطتع تفسيرها كانت تغلق عيناها ثم تفتحها حتى فقدت الوعي تماما وصل لأقرب مشفى و بدأت الإسعافات الاولية تتخذ مجراها 
وبعد مرور ساعتين كانت في غرفة عادية 
ولج و جلس جوارها حتى يعود لها وعيها دقائق مرت عليه كأنه دهر هتفت بنبرة خاڤتة 
بي جاد
وقف عن مقعده وجلس بجانب رأسها طبع قبله على رأسها ثم يد ها رفعت بصرها و قالت بهدوء 
إيه اللي حصل  
تعبتي و الدكتور طلب منك الراحة التام وقال ممنوع الحرك تمام لحد التاسع
ردت بإرتياح قائلة
الحمد لله
تابعت بحزن
خفت اولد تاخد ابني و تسبني وتمشي
سألها بعتاب قائلا
تفتكري ممكن اعملها
أجابته بذات النبرة 
أنت عملت اللي اصعب من كدا مش جديد عليك القسۏة
حذرها قائلا بمشاكسه 
اتقي شړي احسن اخليهم يولدوك و اخد ابني و امشي و اسيبك بجد و اعرفك يعني إيه قسۏة ! 
عاوز إيه يا بيجاد 
عاوزك تنوري بيتي ودنيتي من جديد و كفاية بقى بعد أنا تعبان من غيرك 
تم نسخ الرابط