رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

على عقد البيت القديم بتاع الناحية الشرقية
ظل عابد يبحث بين العقود و قال 
اهو خلاص لقيته 
طب كويس خده بقى و بيعه ملوش لازمة الخمد لله ربنا موسعها علينا 
خلاص هخلي سمسار يشوف لك مشتري 
لأ الواد بيجاد كان بيقول في واحد صاحبه عاوز يشتري خلي يجيبه و يتمم البيعة و بعدها اخصم عمولته منه و هات الفلوس اقسمها بين ابنك و صهيب
رد عابد قائلا بدهشة 
ايوة يا أمي بس دا كدا كتير
تنفست الجدة بعمق ثم قالت بنبرة نال منها التعب حقا 
مش كتير دا حقهم و بعدين يعني هو أنا عملت دا كله لمين مش ليهم
رد مالك ممازحا والدته و قال بجدية مصطنعة 
لا يا أمي أنا اعترض الحاجة دي بعد عمرا طويل بتاعتي أنا واخواتي 
الحاجة دي حاجتي اوزعها زي ما احب أنت اتجوزت و خلفت و جوزت عيالك و قربت تبقى جد الدور و الباقي على اللي يادرب يشقوا طريقهم في الدنيا ثم أنت مالك أنت مالي و أنا حرة في لما اوزع من فلوسك ابقى قول زي ما تحب .
حرك رأسه وقال بمشاكسة 
جبارة أنت يا ولاء مش ساهلة أبدا
انتهت الجلسة أخيرا بتوزيع تركة الجدة من الجزء المتبقي لميراثها بعد أن قامت بتوزيعه على ابنائها ثم احفادها و تبقى لها جزءا صغير من التركة يكفي ما تبقى من عمرها .
في الساعات الأخيرة من الليل كان نوح جالسا أمام التلفاز يشاهده بملل بينما بيجاد تابعه بشغف كبير يفكر كيف يخبر عمه بغرض الزواج من ابنته 
و هل سيوافق أم سيرفض بالطبع سيوافق ف دائما يخبره بأنه يريده لابنته نظر لاخيه الذي ترك مشاهدة الفيلم و بدأ يهاتف حبيبته لم يشعر به و هو يقف من جانبه السعادة بادية على وجه بيجاد و الإبتسامة لا تفارق شفتاه كم تمنى أن يحظى بنصف هذه السعادة وقف هو الآخر عن الأريكة و ذهب للمطبخ ليعد قدحان من القهوة على الجانب الآخر من الشقة المقابلة وجد عمه يعد لنفسه قهوة حدثه قليلا لكنه استشعر جفاء معاملته بين طيات حديثه خرج من مطبخه فجأة بينما تابع نوح ما يفعله لو كان الأمر بيده ل بكى من فرط حزنه و قهره لكنه قرر أن يتحلى بالصبر عله يتغير .
خرجت جدته من المرحاض نظرت لحفيدها و قالت بنبرتها الحانية 
كتفك عامل إيه دلوقت يا حبيبي  
تعبان شوية بس احسن من الأول 
عشان المسكن صح  
اه يا تيتا المسكن قوي شوية و مريحني 
طب ما تعمل العملية زي ما الدكتور قال 
ما هو إن شاء الله ناوي اعملها بس لما اخد كام خطوة كدا في حياتي و بعدها اعمل العملية 
خطوة إيه 
قادها حيث الردهة جلست في مكانها المفضل لتقيم الليل جلس جوارها نوح و قال بإبتسامة واسعة 
أنا عاوزك تخطب لي يا ستي
ردت الجدة بجدية قائلة 
و ماله يا اخويا اخطب لك اصبر بس عليا افوق من جوازة لخوك و اخطب لك
رد نوح و هو يتناول يدها بين يده وقال 
متقلقيش يا ستي مش ها كلفك جنيه أنا ربنا موسعها عليا و الحمد لله
فرغ فاها لترد على حفيدها لكن قاطعها دخول عابد و هو ينادي لابن اخيه و قال بسعادة 
مبروك يا بيجاد العفش بتاعك كله جهز و صاحب المحل بعته و علي بكرا الضهر ها يبقى هنا بأمر الله أنا قلت ابلغك و افرحك قبل ما تنام
ردت الجدة قائلة بسعادة لحفيدها 
مبروك يا بيجاد وعقبالك يا نوح عن قريب إن شاء الله
رد بإبتسامة واسعة و هو ينظر لعمه و قال 
عمي يحن عليا بس و يوافق و أنا اتجوز امبارح مش بكرا 
والله أنا لو من عمك لا بأقدم جزمة في بيتنا و اديك على دماغك هي كانت تحت امرك و لا إيه
ما تخليك محضر خير ياستي الحكاية مش ناقصة
انا طول عمري يا حبيبي محضر خير و إن على ربى جاي لها عريس جزمته برقبتك دور بك بقى ياحبيي على عروسة احنا ماعندناش بنات للجواز
والله يا ياولاء وقفتي ضدي يعني  
مش بإيدي يا ابني طلعتوا اخوات في الرضاعة 
ازاي إذا كان بيني وبينها 4 سنين بحالهم
لا ماهو انا حلمت إنكم اخوات والحلم اتفسر والحمد لله وجواز مافيش واللي عندك اعمله
ولو ابني المهزأ دا وافق ابقى قابلني
اقابلك فين يا ولاء 
في نفس المكان اللي هتقعد في سوسن. 
مين سوسن دي دي يا تيتا 
رد عابد بجدية قبل أن يفتح الامر مرة ثانية 
اسيبكم بقى لأني مامنتش من امبارح و محتاج ارتاح متنساش يا بيجاد تستقبل الناس بكرا
غادر عابد و بدأت الجدة الصلاة تاركين نوح يتأكد من ظنونه أما بيجاد فكانت فرحته عارمة و يريد أن يوزعها على الجميع .

بعد مرور عدة أسابيع
بدأت مراسم حفل زفاف بيجاد ورقية كانت هادئة جميلة و لكن بدون والديهكانت فرحته ناقصة لكنه حاول قدر المستطاع أن يظهر عكس ذلك أما نوح فقد طلب منه الطبيب أن يثبت ذراعه على حامل طبي هذه الفترة بعد أن ازاد آلالمه كان يقف بين الشباب و الفتيات و على وجهه إبتسامة واسعة خلفه حزن دفين بسبب ماقالته له ربى حاول تجاهل رفض عمه و قرر أن يدخل ريان في هذا الأمر غدا سيعرف إن كانت الأمور بخير أم لا أما هي تتجاهله تماما و هذا يؤلمه تنصاع لأوامر والدها الذي لم يرأف به ابدا .
بعد مرور عدة ساعات
عادت العائلة و العروسين إلى المنزل صعدا العروسين بعد صافحا الجميع لم يخرج مالك أو سيلا من شقتهم حتى لرؤيته و هو عريس كانت سيلا تبكي بشدة على ابنها فلذة كبدها الذي ضړب بأوامرها عرض الحائط و تزوج ممن يحب.
في شقة الجدة اختلف الأمر كثيرا كان الضحك و السعادة هما الغالبان على هذه الأمسية خفة ظل نوح الاكثر ظهور هذه الليلة بسبب ما يفعله مع اخيه الذي كاد أن يفقد عقله كانت الجدة في سبات عميق و بناتها مع ذاك المختل الذي لن يهدأ حتى يبتر ذراعه من تحت رأس أخيه بيجاد تحدثت فيروز من بين ضحكاتها الخاڤتة 
و الله ستك لو حسيت باللي بتعمله ل تبهدلك 
اصبري لما الأكل اللي قالت لي عليه ستي اشتري يجي هخلي بيجاد ينت حر 
اخس عليك يا نوح و يهون عليك اخوك سيبه يا واد يتهنى بعر وسته 
بس يا مليكة خلينا نضحك شوية قولي يا واد يا نوح هتعمل إيه تاني
ردت مليكة بيأس 
ياسلام لما بتتلمي على نوح بعرف إن المصاېب ملهاش آخر معاكم
خرجت الجدة و هي تتثئاب 
هي الساعة كام ياولاد 
ردت فيروز قائلة 
الساعة اتنين بليل يا ماما
جلست حذاء حفيدها و قالت 
اشتريت العشا اللي قلت لك عليه لاخوك و عروسته 
رد نوح بجدية مصطنعة و قال 
اه يا تيتا بس الناس هيتأخروا شوية عشان الطلبات
تم نسخ الرابط