رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

عليك 
هي عشرة بس عشان مش ها يتبقى فلوس معايا اركب
قبضت عليها واخذتها وقالت وهي تلج بسرعة 
ابقي خديها مشي المشي رياضية يا نونه
انتهت مشاجرة أناهيد و ورد أخيرا و لجت الفصل و عاد إليها تركيزها مرة أخرى كان طلال يسير بين الطالبات يحاول أن يحصل على تركيزه من جديد لكن فضوله كان أقوى منه ترى ما سر العلاقة بينهما لأول مرة ير تلك الفتاة على الرغم أنه يدرس هنا منذ أكثر من سنة تقريبا ماذا دهاك يا طلال ألهذه الدرجة فضولي !!
نصيحة مني يا طلال لو البت دي حاولت تقرب لك ابعد لأنها مش محترمة و من الآخر كدا بتاخد المدرس من دول لفة و بعدها تخلع
أردف أحد المعلمين عبارته و هو يسير حذاء طلال جنبا إلى جنب سأل بعفوية دون أي مقدمات ليجد ما هو أسوء مما يتوقع رد طلال بنبرة ذاهلة قائلا
معقول في بنت كدا مع إن شكلها صغيرة و باين عليها في حالها
رد زميله قائلا بنبرة جادة 
يا ابني أناهيد دي بت مش تمام اسمع مني فضلت ماشية مع المدرس اللي كان قبلك و نجحت في أولى و تاتية و تالتة قالت له بالسلامة جت تعمل كدا مع مدرس تاني معرفتش قام مسقطها سنتين ورا بعض عقاپ ليها عشان راحت وقعت بينه و بين مراته
سأله طلال بعدم استيعاب قائلا 
ازاي بنت بالبراءة دي تعمل كل دا !! 
براءة ايه بس يا طلال دي بت من الآخر كدا المصلحة عندها أولا اهي بقالها سنتين بتعيد تالتة اما نشوف بقى هتعمل ايه السنة دي عموما أنا حذرتك النهاردا جت لك الفصل بكرا تخليك تلف وراها المدرسة.
تركه زميله في حالة من الدهشة و الذهول يردد كلماته عله يعي ما يدور حوله كيف ل فتاة في عمر الزهور تفعل كل هذه الافعال الشيطانية ! على ما يبدو أن الأمر يحمل بين طياته الكثير و الكثير .
على الجانب الآخر من نفس المكان كان زكريا 
جالسا على المقعد يمر بين المنشورات بملل كبير هدوء تام يعم المكان كأنه يجلس بمفرده على الرغم من أنه يجلس داخل أحد فصوله بالصف الثالث لكن اليوم يوم الأختبار المفاجئ البكاء هو الحل الوحيد ل لطالبات هذا الفصل مد يده ليلتقط قدح القهوة الساخنة خاصته ارتشف عدة رشفات نظر في ساعة معصمه ثم قال بهدوئه المعتاد 
باقي خمس دقايق و الم الورق
ردت إحداهن قائلة 
بس يا مستر حضرتك قلت الامتحان الحصة كلها
نظر زكريا نظرة هادئة لكنها كافية لتشعلها في مكانها و تحولها لرمادا لم يحدثه أحد او يعارضه أحد و تجرأت تلك الحمقاء و عارضته 
لم تخفض ناظريه خوفا منه كما تعلفن زميلاتها بل تنتظر ردا لسؤالها شبح إبتسامة ظهر على جانب فاه وثب عن مقعده متجها تجاه أول منضدة و بدأ في لملمت الأوراق دون سابق إنذار إن كان مجذوب ف عليه أن يعالج و إن كان مريضا نفسيا ف يجب أن يذهب لطبيب أمراض نفسية و لا يجب عليه أن يخرج عقده على الآخرين .
توقف زكريا عند الحمقاء التي لا فائدة منها و التي يوما ما س يفصل رأسها عن جسدها إن لازم الأمر سحب الورقة و قال بصوت مرتفع 
قلت مليون مرة توقعوا الإمتحان في أي وقت
تابع بنبرة ساخرة قائلا
ما هو أنا مش هجاي اقول بعد أذنك يا أناهيد هانم أنا هعمل امتحان النهاردا
ختم حديثه بعصبية مفرطة قائلا
المفروض إنكم مذاكرين و إن أنا شرحت الدرس مليون مرة كون إنكم مش مستعدين ف مش مشكلتي دي مشكلتكم إنتوا !!
عاد لمقعده و هوى بجسده عليه لملم متعلقاته ثم بدأ يسأل عن الغائبات دون بعض البيانات و طلب من الطالبة التي تحمل دفتر الغياب اليومي للفصل ذهبت إليه أناهيد ووضعته أمامه بكل هدوء و احترام سأل عن إحداهن قائلا
هي سميرة فين 
ردت أناهيد قائلة 
هي حضرت يا مستر الحصص اللي فاتت بس نزلت تكلم الأخصائية الإجتماعية و جاية على طول
هدر بصوته المرتفع قائلا
و المفروض إنها كدا حضرت حصتي يعني ! البنت اللي تتأخر خمس دقايق عن حصتي تبقى غايبة يا أستاذة باقي الحصص إنتوا أحرار فيها
تابع و هو يوجه حديثه للجميع قائلا
الكلام ليكم إنتوا كمان مش هي بس
ثبت اسمها في دفتر الغياب الخاص بالفصل و دفتره وقع عليه و غادر من حيث أتى تنفست أناهيد الصعداء و قالت قبل أن تعرف أنه مازال في الرواق و لم يغادر لم تكن تعلم أنه يستمع ل سخريتها في تقليده و هي تقول 
المفروض إنكم مذكرين و عارفين إن دايما بعلم امتحانات مفاجئة
ضحكت الفتيات عليها بينما تابعت هي بفضول قائلة 
امو ت و أعرف أمه استحملته ازاي تسع شهور في بطنها دا احنا مش مستحملينه خمسة و أربعين دقيقة دا لو اتجوز هيربى لمراته الړعب
ردت زميلتها و قالت 
مين قال لك كدا النوع اللي زي دا يا حبيبتي بيعامل مراته زي البسكوتاية اسأليني أنا عندي بابا نفس النوعية و شوفي مع ماما عامل ازاي
سألتها أناهيد بنبرة ساخرة 
قصدك تقولي إن النوع دا بيبقى أسد و لما بيتجوز بيقلب قطة بلدي صح !
ردت صديقتها قائلة بذات النبرة 
قصدك قط
دوت ضحكات الجميع على سخرية أناهيد من المعلمين و المعلمات مشاكسة من الدرجة الأولى ذكية مرحة جميلة و لكن كل هذا لم يشفع لها عند معظم معلمين و معلمات المدرسة تضامنا مع مديرة المدرسة عادت لمقعدها جلست تراجع مراجعة أخيرة قبل دخول معلمة اللغة الإنكليزية تأسست في هذه اللغة بشكل صحيح و السبب يرجع في ذلك لأحد المقاطع القصيرة التي تتابعها على مواقع التواصل الإجتماعي.
أناهيد أناهيد
قالتها ورد و هي تقف أمامها لاول مرة تأتي إليها دائما تبتعد عنها مالذي حدث حتى تأتي ل هنا نزعت السماعات من أذنيه و قالت بقلق 
ورد في أيه !
جلست حذائها و قالت بهمس 
بصي انا محتاجة منك حاجة ضروري 
قولي يا بنتي في إيه  
مستر طلال 
ماله ! 
قال إنه عامل حاجة اسمها جروب على البتاع دا اسمه إيه 
واتساب و لا تليجرام  
و دا إيه دا بقى دا كمان !
ابتسمت أناهيد ملء شدقيها و قالت و بهدوء 
ياما قلت لك الدنيا كلها بقت ماشية بالسوشيال ميديا و أنت زي ما أنت تليفون بزراير بقاله سبعتلاف سنة
ردت ورد بقلة حيلة و قالت 
و أنا اعمل إيه يعني شايفة الحال عدل اوي يعني ثم أنا مش عاوزة حاجة تشغلني عن المذاكرة
سألتها اناهيد بنبرة متعجبة قائلة
يا بنتي نفسي افهم مين قال لك إنه هايشغلك بس ما أنا هو مبذاكرش غير منه و اتأسست في الانجليزي بسببه و حاليا الفرنساوي نفسي افهم بس ازاي أنت عايشة في العصر دا !
أجابتها ورد بهدوء 
عايشة زي باقي البشر عادي
تابعت بجدية قائلة
المهم سيبك مني و قولي
تم نسخ الرابط