رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

عيني مدورة عشان ماتقلش دا حسد انا بفهمك بس 
صفوان اخلص عاوز إيه بالظبط 
أنا هاخد الشقة دي 
شقة دي ازاي يا واد و أنا فين  
متقلقيش يا لولو هاتقعدي معايا أنت هتاخدي الاوضة دي على قدك و انا مراتي نجري ورا بعض في باقي الشقة
شقة مين اللي تاخدها مني و اوضة إية اللي تقعدني فيها إن كان ابوك مش فاضي يربي أنا فاضية إلا شقتي محدش يجي جنبها عشان منزعلش من بعض يا ولاد المحمدي هتعملوا لي فيها رجالة هابعت اجيب أهلي من البلد و تبقى عركة و عليا و على اعدائي
ضحك الجميع على مشاكسة صفوان الذي لم يكل و لن يمل من مزاحه معها ضحك من نابع قلبه على وعيدها مستندا على كتفها حين تحدثت بجرأتها المعهودة و وصفه بالوقح ختمت حديثها بقلة حيلة قائلة
هو أنا موعودة يا ربي بالواد و ابنه و ابن ابنه كمان طمعانين في شقتي !!
في صباح أحد الأيام 
استيقظت فتاة تجاوزة السابعة عشر من عمرها مفعمة بالحيوية و النشاط نظرت للمنبه الموضوع على الكومود و جدتها السادسة و النصف صباحا
نهضت من الفراش متجه حيث خزانة دولابها اخرجت ملا بس مدرستها المنمقة ثم جذبت المنشفة و وضعتها على كتفها كادت أن تلج المرحاض لكن منعها أخيها الصغير هرعت والدته خلفه قائلة بعتذار 
معلش يا ورد أصل الواد هيتأخر على المدرسة
ردت ورد بتأفف قائلة 
لأ و أنا اللي ورايا حفلة يعني !!
داعبت خدها و قالت بإبتسامة واسعة 
صباح الخير يا وردتي دقيقتين و اطلعه لك
ابتسمت ورد إبتسامة مزيفة لزوجة أبيها التي تعاملها بلطف تارة و تارة أخرى تنقلب عليها لكنها تقدر ذلك بسبب حملها تبرر دائما لها تعبها ولجت
المطبخ لتتناول أي وجبة سريعة ظلت تبحث عن الطعام لم تجد شيئا تأففت و قالت بضجر 
يعني إيه يعني مش هافطر يعني و لا إيه !
ردت زوجة أبيها قائلة بيأس 
ها نعمل إيه بس يا ورد اصبري أبوك زمانه جاي من تحت بيجيب العيش
تركت ورد العلبة الفارغة و قالت بضيق 
أنا مش عارفة أنت اتجوزتي ابويا دا على إيه !
خرجت من المطبخ عائدة لحجرتها بدلت ثيا بها في ضيق استيقظت شقيقتها إثر الفوضى التي عمت المكان وضعت يدها على وجهها و قالت 
إيه الدوشة دي !!
استدارت ورد قائلة بنبرتها الساخرة قائلة ك عادتها 
صباح الخير أناهيد هانم تحبي الفطار النهاردا يكون في الترايس و لا الجنينه و آسفين لإعازج حضرتك بس الخدامين بيشيلوا الورد بتاع امبارح
نهضت أناهيد و على ثغرها إبتسامة ساخرة و هي تقول 
يار يت تحضروا لي الحمام
دفعتها ورد في كتفها لتسقط على الفراش مرة أخرى خرجت من الغرفة وو لجت المرحاض أخيرا 
بدأت تمشط شعرها الطويل ثم تقعصه على هيئة كعكة وضعت حجابها نظرت لوجهها نظرة أخيرة قبل أن تغادر المرحاض سألتها اناهيد قائلة
كل دا في الحمام 
حطوا مراية في الأوضة و أنا ارحمكم من الحمام بدل الطابور اللي بنعمله كل يوم دا ! 
استني أنت هاتنزلي  
اه في حاجة ! 
استني هانزل معاك 
لأ عندي درس النهاردا الساعة تمانية مع نفسك أنت بقى سلام
عادت لها و قالت بتذكر 
صحيح أنا ليا عندك عشرة جنيه حق أكل امبارح ابقي اديها ل صفاء مرات ابوك سلام
خرجت ورد من بيت والدها و هي تحمل الكتب بين ذراعيها شاردة الذهن دائما شاردة هادئة و حزينة منذ ۏفاة والدتها و قلبها انشطر لنصفين أما
والدها علاقتها به مجرد علاقة بين عادية و أقل من العادية والدها يبدل بين النساء كمن يبدل بين ثيابه آخرهما صفاء تلك المرأة التي تجاوزت الخامسة و العشرين من عمرها تزوجت برجل في عمر أبيها تزوجت لتهرب من سجن أهلها ل تلج بسجن أشد قسۏة منه و قعت في رجل بينه و بين كلمة اصرف ما في الجيب نيران مشټعلة توقفت ورد أمام بيت الأستاذ طلال المحمدي معلم اللغة العربية رشحته لها إحدى صديقاتها يتقاضى أجرا عاليا بالنسبة لها لكن ماذا تفعل هذا يعد أقل المعلمين أجرا تعد الأيام و الليالي لتنتهي من السنة الأولى من الثانوية العامة تعمل و تتدرس بآن واحد حتى تستطيع دفع ثمن الدورس التي تحضرها جلست على رصيف حجري في إنتظار زميلاتها في المجموعة نظرت في ساعة معصمها وجدتها السابعة و النصف صاحبا مازال متبقي نصف ساعة تقريبا حسنا سوف تبدأ مراجعتها قبل الأختبار.
في الطابق الثالث 
كان صفوان خلف الستار يراقبها و هي جالسة 
راجعت المذكرة خمس مرات حتى الآن أتت إحدى صديقتها بدأت تتحدث معها ابتسمت حتى كشفت الإبتسامة عن غمزتها التي تزين خديها ابتسم هو الآخر تلقائيا جميلة هادئة
ناعمة و غير مصطنعة لفتت إنتباه من الوهلة الأولى في حين تسابقت الكثيرات من زميلاتها لفت النظر له حثه قلبه في أول لقاء بينهما أن يلج شقة أخيه ينظم له المكان و يوزع المذكرات للمجموعة نظرا لتعبه وضع لكل واحدة منهن مذكرتها الخاصة تسلم من الجميع المصروفات عدا هي لأنها فازت بالمركز الأول رغم أن هذا اللقاء يعد الثالث لها آنذاك 
إلا إنه الأول بينهما لم يرأها يوما تضع مساحيق التجميل و لم تتبع الموضة في حجابها كما ير الكثيرات تفعلن ذلك كانت بسيطة بسيطة لدرجة أنها لفتت إنتباه من النظرة الأولى علم اسمها و في أي سنة تحديدا و من أي مدرسة هي تبقى شيئا واحد لا يعرفه لماذا ير نظرة الحزن في عيناها.
انتشلته أخته سيدرا و هي تضع يدها على كتفه قائلة بإبتسامة واسعة
مزهقتش من الوقفة كدا و لا هي منسياك الوقت 
استدار صفوان لها و قال باسما 
ها تصدقيني لو قلت لك إن لما بشوفها بنسى نفسي و أنسى اللي حوليا كلهم !!
أومأت برأسها علامة الإيجاب ثم قالت 
طب تفتكر هي تعرف دا !
شاح بوجهه تجاه النافذة وجدها تقف عن الرصيف الحجري و تنهد تنهيدة عاشق يذوب عشقا في معشوقته و قال 
خاېف تعرف تسيب درسها مع طلال و معرفش اشوفها تاني و خاېف اسكت أكتر من كدا تروح مني لحد غيري و افضل طول عمري ندمان ف بفضل عاشق صامت أفضل من عاشق حزين إن حبه راح منه
ردت سيدرا بإبتسامة قائلة
للدرجة دي بتحبها ! 
و أكتر يا ديدا
ردت بإقتراح قائلة
تحب اسأل لها لك...
قاطعها صفوان و قال بتوسل 
ارجوك يا ديدا خليها كدا احسن أنا مش ضامن كلامك هي ها ترجمه ازاي ! 
نظر ساعة صفوان في ساعته المثبتة على معصمه وجدها تبقى خمس دقائق تقريبا و تأتي من يعشقها و يذوب بها عشقا ابتسمت سيدرا و قالت 
بس دا مش حل ها تفضل لحد إمتى بتحب على نفسك كدا و هي مش حاسة بيك على الأقل لمح و شوف رد فعلها 
مش دلوقت خليها قدام شوية 
أنت بقالك سنة بتقول الكلام دا !! 
قصدك سنة و
تم نسخ الرابط