رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

دعوة نتجمع عادي بس مرة كل اسبوع و كدا كدا خلاص محدش بقى فاضي لحد كل واحد عنده اللي يشغله و زيادة .
مر اليوم ثم يومان ثم ثلاثة أيام حتى مر ستة أشهر كاملة على ولادة ربى تحسنت حالتها النفسية بشكل كبير عاد نوح ل عمله بالمزرعة كان يتناوب بينه و بين شاهين الإدارة حتى يستطيع مساعدة زوجته و ابنه الذي بدأ يخطف أنظار الجميع بضحكاته و مشاكسته مع والده كان نوح يحدثه ليلا نهارا و كأنه شخصا بالغ احيانا يتحول لطفلا أصغر من طلال ذاته كان جالسا على أرضية الردهة يحاول أن يطعمه لكنه يأبى كل شئ يبعد الطعام عنه يبكي كثيرا و يشعر بالضيق دائما تنهد نوح بيأس و هو يحمله عن الارض و قال 
أنت تروح لأمك بقى عشان أنت شكلك زهقان و عاوز تنام
ردت ربى و قال بإبتسامة واسعة 
تيتو بيسنن عشان كدا مش طايق نفسه
سألها بسعادة قائلا 
بجد !
أجابته بسعادة 
اه و الله النهاردا كان متابعة مع الدكتورة بتاعته و قالت لي إنه بدأ يسنن و إن لحد ما تظهر الأسنان هايفضل مضايق كدا و مش هايبقى لي مزاج لأي حاجة و قالت لي كمان إنه هايسخن احيانا يعني طمنتني عنه الحمد لله
نظر له و قال بمشاكسة 
احنا بقينا كبار و عجزنا اهو
تابع نوح بتذكر قائلا 
صحيح أنت ليه مبتنزليش الحضانة ملاحظ كل شغلك من البيت و مانعة الخروج تماما أنت تعبانة  
لأ بس شايفة إن الوقت اللي هاضيعه في الشغل ابني و جوزي اولي بي و خصوصا إن في حد يقوم مكاني بالشغل دا
تابعت بحزن دفين 
و كمان تيتو محتاج رعاية خاصة ما ينفعش اسيبه لأي حد مش عارف حالته و لا يعرف يتعامل معاها و الوقت دا بالذات ابني محتاجني أكتر من ولاد الناس التانية على الأقل هما ليهم بديل يتولي رعايتهم في الكام ساعة دول لكن ابني أنا ما ينفعش اسيبه لحد مين ما كان يكون .
رد نوح بهدوء و قال 
مش هاضغط عليك اللي يريحك اعملي و اللي شايفاه مناسب ليك نفذي
تابع بغمزة من طرف عينه و قال 
اهو على الأقل نلاقي وقت نقضي مع بعض و اقنعك في إننا نجيب اخت قمر زيك ل تيتو
ردت ربى بنبرة مغتاظة و قالت 
نوح متهزرش أنا متغاظة منك أصلا بسبب الوسيلة اللي رفضت إني اخدها و أنت عارف إن تيتو محتاج رعاية خاصة و جاي دلوقتي تقل لي خلفة تاني و هو اصلا مكملش سبع شهور صح أنت
قاطعها نوح مقلدا نبرة صوتها و أعاد كلماتها التي يحفظها عن ظهر قلب في ذات اللحظة التي تخبره فيها 
لا بتحمل و لا تولد و لا بتسهر بليل و أنا اللي بشيل كل دا على دماغي و أنت كل اللي بتعمله تيجي تشيله شوية و تقل لي خدي ابنك شكله زهقان و دلوقت عاوزني اجيب بيبي تاني يا نوح !
ردت ضاحكة على تقليد نوح لها و قالت من بين ابتسامتها 
ايوة بتعمل كدا هو أنا يعني بتبلى عليك !! 
ممكن تبطلي كلمة ابنك محتاج رعاية خاصة عشان دي كلمة مش لطيفة و مش عاوز لسانك ياخد عليها ثم ابنك ماشاء الله عليه زيه زي أي طفل طبيعي
ايوة يا نوح أنا عارفة دا بس الحمل و الولادة هايخلوني اهمل في حق تيتو و يبقى ليه ما ياخد حقه في الرعاية زيه زي اي طفل و بعدها نبقى نجيب ياسيدي بدل العيل عشرة 
اعتبر دي بشړة خير  
خلاص يا نوح سبني افكر و اخد وقتي في التفكير !! 
ها فكرتي ! 
في منزل نجاة والدة زكريا 
كانت تعيش حياة رغدة و يرجع هذا بسبب لابنها زكريا الذي يعيش حياة أقل من الحياة العادية تبتاع لاخواته أفضل الملابس و له أسوئها كل ما يريد أن يعرفه هو لماذا تفعل معه هذا و في أحد الأيام جاءت خالته في زيارة لأمه سألته عن حاله 
ف رد على سؤالها بسؤالا آخر و قال 
ليه يا خالتي ليه جبتيني هنا تاني أنا عمري ما زعلتك و لا زعلت عم وحيد
تابع بصوته الرقيق 
دا أنا كنت هالعب مع بدر و الله يا خالتي أنا لو عملت حاجة وحشة لعم وحيد أنا هروح اقل له أنا آسف حقك عليا
لم تتحمل دالال تلك النبرة جذبته لحض نها و قالت بندما 
حقك عليا أنا يا ابني و الله ڠصب عني ربنا يجازي اللي كان السبب و يهدي أمك عليك
رفعت ذقنه بأناملها وقالت 
قل لي يا زيزو بتأكل كويس و عامل إيه في الدورس لسه شاطر  
أنا بأكل بس قبل عمي محمد يجي و ماما خرجتني من الدرس قالت لي كفاية عليك المدرسة 
و بتأكل ليه لوحدك 
رفع كتفيه و قال 
مش عارف بس كل ما يشوفني يقل لي غور و أنت شبه ابوك كدا هو بابا عمل حاجة وحشة يا خالتي  
لأ يا حبيبي ابوك كان احسن الناس دا كفاية إنه ماټ شهيد بيدافع عن أرضه ووطنه 
اومال عمي ليه بيشتمني دايما بابويا حتى ماما مش طايقاني
ضم ته مرة أخرى و قالت 
عمك محمد لو ماټ امك هاتعمل في اخواتك نفس اللي بتعمله فيك صدقني امك ما بيهماش حد و لا بتحزن على اللي بتتجوزهم و يروحوا منها أمك ملهاش أمان و لا حتى ليها عزيز و لا غالي 
هتاخديني معاك 
عجزت خالته عن الرد ماذا تفعل بذاك المسكين الذي يريد الفرار من بيته لبيت خالته تنهدت بعمق و هي تنظر لسقف الغرفة ولجت شقيقتها وضعت حامل القهوة ثم قالت 
امشي يا واد يا زكريا اطلع برا العب مع العيال 
حاضر 
استنى هنا ياواد أنت بكرا عندك امتحان اقعد ذاكر 
إيه دا هي الامتحانات بدأت 
نهارك ابيض يا نجاة أنت مش عارفة ابنك بدأ امتحانات و لا لأ اومال الواد بيعمل إيه طول السنة 
ياختي يعمل و لا مايعملش مش مهم خلينا في موضوعنا و سيبك منه
تابعت نجاة و قالت بتحذير 
قلت لك اطلع العب برا و لا لا يا زكريا  
حاضر يا ماما
سألتها نجاة بفضول و قالت 
ها عملتي إيه مع حماتك لما اخدت منك الجميعة 
ردت دالال قائلة
هاعمل إيه يعني خدتها خدتها ها قف اټخانق معاها يعني مثلا ! 
يا خيبة يعني سبتيها لها فعلا دا أنا لو منك و الله ما كنت سبتها لها لو روحها فيها مش تقولي تعبانة و مش عارفة إيه دا كله شغل ستات قادرة. بتاخد الكحل من العين و مش هايمشي معاها غير اللي زيي 
ريحي نفسك يا نجاة أنا مش زيك و مش قاسېة زيك أنا واحدة پتخاف ربنا مش امد ايدي على حماتي عشان قرشين ملهمش لازم و بعدين اخد منها
تم نسخ الرابط