رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
طلبك غالي يا نوح عندي بس أنا آسف يا ابني مش أنا اللي من حقي اقول الرأي الأخير الرأي رأي ابوها و الشورة شورة ابوها أنا حي الله جدها
رد نوح بإبتسامة واسعة غير مدرك مغزي حديث الجد
أنت الخير و البركة يا جدي و هو بنفسه جاي معايا عشان يعرف رأيك
نظر ريان ل عابد ثم عاد ببصره ل نوح و قال بأسف
متزعلش مني يا نوح بس عمك مش موافق اصلا على الجوازة و حطني أنا في وش المدفع لكن انا عن نفسي عاوزك ل ربى النهاردا قبل بكرا
و لما هو مش موافق جابنا كلنا على ملا وشنا و مشحطط ولادي وعيالهم ليه !
وقفت جميلة مخاولة تليطف الاجواء لكنها لم تفلح ما إن قالت ولاء بصوت مخټنق متأثرا بحفيدها الذي انكس ر ت فرحته للتو
متزعليش يا أم عابد الموضوع مش زي ما أنت فاهمة هو بس مش عاوز يحصل خلافات بينهم و...
أنت يا ام عدنان عارفة كل حاجة عن ابني و أنا أمه معرفش وخلاني ماشية زي الأطراش في الزفة !!
ختمت حديثها بضړبة من عكازها قائلا
يلا يا نوح الظاهر إن كنت غلطانة لما فكرت إن عمك اتغير فعلا بس معلش يا ابني حقك عليا أنا
تحامل نوح على نفسه و غادر المنزل تاركا عمه مع الجد ريان يتبادلون أطراف الحديث عادت العائلة بأكلمها بحال غير الحال صعد بيجاد مع زوجته بعد أن جلس مالك مع ابنه ليعرف ما لذي حدث ولج الشقة و هو يجيب على تساؤلات رقية
اديك شفت بابا قاعد و ساكت مش راضي يتكلم فقلت نسيب المكان و يتكلموا براحتهم
بس اخوك محتاج لك يا بيجاد
هابقى انزله بليل في السهرة هو اصلا مش هايعرف ينام النهاردا من حر قة الدم اللي حصلت دي
أنا مش فاهمة ازاي عمك مش موافق و ازاي اخدنا و رحنا لحماه !!
حل بيجاد أزرار قميصه و ساعدته هي في نزعه عنه استدار بجسده تجاهها و قال بإبتسامة ماكرة وهو يحاوط جسدها بين ذراعيه
كانت تلتوي بين ذراعيها و هي تقول من بين ضحكاتها قائلة
لأ يا حبيبي عاوزة حلاوتي الاول
جلس على حافة الفراش جاذبا إياها لتجلس على فخذه و قال باسما
يا ستي كلي ملكك قولي و أنا هاعمل لك اللي عاوزاه
حاوطت رقبته بذراعيها و هي تضيق حدقتها ناظرة لسقف الغرفة قائلة
رد بيجاد بحماس قائلا
قولي بقى شوقتيني اعرف
تناولت كفه الكبير ثم وضعته على باطنها و راحت تقول بإبتسامة واسعة
اعمل حسابك بعد كدا هاتيجي معايا عند الدكتور عشان نطمن على بيجاد الصغنن .
والله العظيم بجد و الله حامل !! طب طب و قعدة كدا بتكلميني ازاي كدا و رحتي و جيتي و بتعملي شغلي البيت عادي آآآه يا جبارة
اهدأ يا روحي أنا الحمد لله مافيش اي حاجة تمنعني من إني امارس يومي بشكل طبيعي و بعدين لما نروح بكرا عند الدكتورة هتأكد لك كلامي .
حملها بين ذراعيه عائدا للجهة اليمنى من الفراش وضعها براحة ثم قال
يبقى من هنا لحد ما نروح للدكتورة نرتاح خااالص و متعمليش أي حاجة متعبة
ردت رقية و قالت بسعادة
نرتاح ما نرتاحش ليه هو حد يلاقي الدلع و يقول لأ
تابعت بجدية مصطنعة قائلة
بيجاد روح المطبخ و حضر العشا
مال بجسده قليلا ثم قال
أمرك مطاع سلطانة رقية
بعد مرور يومين
انتشر خبر حمل رقية في منزل العائلة لم يتأثر مالك أو سيلا بهذا الخبر الجميل بينما سعدت الجدة لهما و دعت من نابع قلبها أن يتمم لها على خير و لكن كما يقولون دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن عاد بيجاد و كأن الطير فوق رأسه ولج شقة جدته ما أن علم أن زوجته تجلس معها جلس جوار رقية
صامتا مداعبا خاتم زواجه المثبت في بنصره
سألته زوجته عن سبب حزنه فقال بهدوء
اترقيت
ردت رقية بسعادة قائلة
اخس عليك يابيجو بقى دا خبر تزعل منه بردو !
نظر لوالده ثم عاد ببصره لزوجته وقال
أنا مش هاخدم هنا في القاهرة
سألته جدته بتوجس قائلة
اومال ها تخدم فين يا حبيبي
أجابها بنبرة تلمؤها الحزن
سينا يا تيتا
تابع موضحا و هو ينظر لأبيه
بمعنى أصح اتنقلت يا تيتا
ردت رقية متسائلا بهدوء
ليه بتسميها نقل مش ...
قاطعها بيجاد بعصبية قائلا
الشهر اللي فات يتخصم مرتبي و الشهر دا يقولوا تم ترقيتك بدل ما يقولوا نقلك اشمعنى كل دا حصل لي مرة واحدة وخصوصا لما اتجوزت لا و إمتى و أنا جاية لي عيل في السكة !!
شدد نوح على كتف اخيه و قال بحنو و حب .
سافر يا بيجاد واطمن على مراتك و ابنك في عيننا هي هنا وسط اخواتها و عيلتها
وقف بيجاد عن الاريكة متجها نحو باب الشقة و قبل أن يطأ قدمه عاد و قال بصوت مخټنق و نبرة تملؤها العتاب
متشكر يا بابا قدرت تنجح في اللي عاوز توصل له .
رفع مالك بصره متعجبا من عتاب ابنه العجيب أنها لم يتتدخل في نقله بالفعل و لا يعرف من صاحب قرار نقله رد مدافعا عن حاله قائلا
مش مضطر ابرر لك على فكرة ! بس انا فعلا معملتش كدا
تابع بحدة قائلا
و تقدر تتأكد من دا من رئيسك و بعدين مالك عامل كدا ليه ما تنشف و تخليك راجل و بعدين الظابط الشاطر بيثبت نفسه في أي مكان و لا أنت تخصصك القاهرة و بس !!
رد بيجاد و قال بمرارة في حلقه
ايوة بس انا لسه متجوز و مراتي حامل و محتاجاني جنبها و محتاجة الراحة مش القلق بين اللحظة و التانية
وقف والده مقابلته و قال
و أنا اتنقلت وأنا سنك كدا لأ أنا اللي طلبت نقلي من قبل ما اتجوز و اتجوزت و خلفت و الدنيا تمام و مافيش حاجة حصلت لي اهو !
ختم مالك حديثه دون قصد
انشف و خليك راجل و متعملهاش موضوع ما في كتير بيخدموا هناك و حياتهم زي الفل و سايبين ستاتهم و عيالهم و لا أنت مش قادر على بعاد الست هانم بتاعتك .
رمقه بيجاد بنظرة خذلان لاول مرة يرأها مالك في عين ابنه تمزق بداخله و اشفق عليه لكنه يكابر و يرفض الإنصياع لقلبه تفرقوا من جديد كسابق عهدهم في الفترة الأخيرة خلال يومين على الأكثر يجب عليه السفر بدأت رقية تحضر له حقيبته بهدوء
متابعة القراءة