رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

كنت أهبل و عبيط بس معلش محدش بيتعلم ببلاش
وقف عابد مقعده و قال بهدوء 
ماشي يا مالك عموما أنا جيت لك لحد عندك و قلت أنك هتنسى اللي حص...
رد مالك بنبرة غاضبة قائلا 
ما أنا ياما جيت لك و بوست ع راسك كمان ياما طبطبت و حننت عليك و على عيالك اللي هما عيالي يا راجل دا أنت مستكبر تقول حقك عليا متزعلش !! دا أنت فاهم إن طلعوك لخد عندي دا تفضل منك مع إنه واجب عليك أصلا !!
ولج نوح و هو ير إنهيار أبيه داخليا لكن ظاهريا ير جبلا لا يهتز أبدا صافح عمه ثم طلب منه الجلوس مرة أخرى تنحنح نوح و قال بهدوء 
بابا كفاية زعل لحد كدا عشان خاطري بلاش عشان خاطري عشان خاطر تيتا اللي بتتعب كل ما بتشوفوكم بعاد عن بعض كدا عاوزين نتلم تاني و بعدين اللي اتك سر يتصلح
قبض مالك على كأس الماء ليتهشم في باطن يده من فرط غيظه الشديد نظر لابنه و قال 
رجع لي الكاس دا سليم زي ما كان و أنا ارجع تاني اعرف ارفع راسي وسطكم بعد ما ابن عمك داس عليا و على كرامة مراتي اللي هي كرامتها من كرامتي
وجه ما لك سبابته ڼصب أعين نوح و قال بغيظ مكتوم من ابنه الذي يشوبه في الشباب على ما يبدو أن ابنائه ورثوا طيبة قلبه و هذا سيكون سببا كافيا في تد ميرهم في المستقبل كما حدث معه الآن تابع بغيظ قائلا 
و اللي هي أمك و عمك صقف له و قال برافو أنا عارف إنك بتحب مراتك يا نوح و دا شئ يسعدني بس اللي يحزني إنك تاخد الجزء اللي في مصلحتك و بس طلعوني برا دايرتكم عشان خلاص مبقاش ليا مكان فيها أنا هنا مجرد ضيف يومين تلاتة و برجع بيتي تاني 
و متقلقوش أنا ماشي كمان ساعة ياريت محدش يتعب نفسه و يجي المستشفى عشان مش عاوز حد معايا
بعد مرور أسبوع كامل
خضع مالك ل عملية إستئصال المرارة مكث في المشفى ما يقارب الثلاثة أيام بعد العملية و يومان قبلها تردد خلالهما أفراد العائلة و على رأسهم الجدة التي كانت تريد أن تبقى مع ولدها لكنه رفض نظرا لصحتها رغم اعتراضه على مجيئ الجميع إلا أنهم ك سروا تعليماته و ذهبوا بشكل يومي حاول عابد مصالحة أخيه اكثر من مرة و تيم أتى و قبل رأس عمه أمام العائلة باكملها تناول يده و قال بنبرة حانية 
حقك عليا و أنا آسف و الله ما كان قصدي شوف يرضيك إيه و أنا هاعمله لك و لو عاوز تتديني بالجز مة مش هاقل لك أنت بتعمل إيه
نظر له مالك نظرة مطولة لا يعرف ماذا يفعل يمرر الأمر بعد إعتذار أخيه و ابنه أم يعتاب و يغضب و يثور لكرامته كما فعل من قبل !
كانت الجدة تختم كلمات الإستغفار نظرت لابنها و قال بنبرة تغلفها الرجاء قائلة
خلاص بقى يا ابو نوح عيل و غلط و عرف غلطه و جه و اعتذر عشان امك بقى ما تحطش في نفسك چرحك يا واد
رد مالك بصوته الضعيف و قال
ستك نجدتك مني كنت ناوي اقت لك .
عاد تيم يطبع قبلته الحانية على رأس عمه الذي ارخي جفنيه حتى لا تنساب دموعه سرعان ما فتحهما عن آخرهم حين ولج سليم و شاهيناز كانت تحمل باقة من الزهور و علي ثغرها إبتسامة واسعة صافحت الجميع و حدثتهما عن حالها قليلا نظرت ل مالك و قالت 
عامل إيه يا اونكل 
رد مالك و قال بإبتسامة واسعة 
الحمد لله يا شاهي أنت إيه اخبارك و إيه أخبارك مذاكرتك 
ردت مقاطعة بتوسل 
متفكرنيش ارجوك انا ما صدقت هربت من المعسكر اللي ناناه جميلة عملاه هناك
ردت وتين و قالت بجدية مصطنعة 
كدا ماشي اعملي حسابك تنامي في حتة تانية أنا هاقولها
ردت شاهي پخوف مصطنع 
لا لالا بلاش ارجوك دا المذاكرة لذيذ جدا
تابعت بإبتسامة واسعة 
و طبعا معايا مدرس عبقري بجد مسهل عليا كل حاجة
لكز عابد وتين في مرفقها ما إن ر تلك النظرات المتبادلة بين شاهي و سليم تنحنح ذاك الأخير و قال بعتذار 
معلش يا جماعة مضطر ين نمشي شاهي امتحاناتها قربت و محتاجة تراجع كويس
ردت شاهي پبكاء مصطنع 
عجبكم كدا اهو افتكر إني عندي امتحانات
بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا غادر كلاهما المشفى أسفل انظار عابد و وتين التي نظرت لزوجها و قالت 
تفتكر في حاجة بينهم 
نظر عابد لزوجته و قال بإبتسامة واسعة يخبرة رجل يعلم ببواطن الأمور 
أنا هعمل نفسي مش عارف إنك بير أسرار للطرفين و هحلل الموضوع معاك من وجهة نظري المتواضع سليم حاسس بحاجة بس عامل حساب لفرق السن هو صحيح 8 سنين مش كبير اوي بس هو شايف إنها صغيرة لسه و خاېفة يشغلها عن مستقبلها و دراستها ف فضل يحب في صمت زي حالاتي زمان كدا أما شاهي في دي واقعة في عشقه و عايش في عالم تاني و بما إن عاشت عمرها كله برا عارفة إن مافيش حاجة تمنعها عن حب حياتها طالما الطرف التاني بييادل نفس المشاعر و الأحاسيس بس لأنها لسه مش متأكدة. و الموضوع كله مجرد نظرات ف فضلت هي كمان الصمت لحين إشعار آخر .
ردت وتين بدهشة و ذهول شديدان لقد فسر ما حدث بالفعل دفعته في كتفه بخفة و قالت
و تقل لي وجهة نظرك متواضعة دا أنت ليئم دا أنا اخاڤ منك بعد كدا !!
رد باسما 
جوزك مش أي حد بردو كان عاشق صامت قديم له خبرة لا بأس بها
سألته بفضول و قالت  
طب قل لي يا سي عاشق صامت قديم تفتكر النهاية هتكون إيه 
أجابها ببساطة شديدة
نفس نهايتنا يا روحي أكيد مع اختلاف درجة التمسك كل طرف بالتاني
بعد مرور عدة سنوات
تغير فيها الكثير و الكثير و لم يتغير مشاعر شاهيناز تجاه سليم بل يتأكد بشكل يومي حدث ما توقعه عابد بالفعل سليم يحاول التأقلم بدونها لكنه يعاني من هذا القرار لماذا قرر الإنفصال عن العائلة و يقيم في مكانا آخر لماذا لا يريد أن يعترف لها و للجميع بأنها حبيبته فارق السن لم يكن طويلا لهذه الدرجة لكنه يرأه عائقا اليوم يوم مميز بالنسبة لها 
لقد انتهت رحلتها الدراسية و تخرجت من الجامعة و الفضل يرجع له.
الاوضاع نوعا ما مستقرة لكن قلبه يعاني يريدها و هي تعلم ذلك و يبقى الإعتراف هو الحل الوحيد حثته جدته جميلة على ان يعترف لها و يطلبها للزاوج بشكل رسمي لكن التردد يلازمه كظله إلى أن استمع لحديث جده و هو يقول بسعادة 
مبروك يا قلب جدو عقبال ما أشوفك عروسة حلوة كدا و اسلمك بإيدي لعريسك
حاوطت شاهيناز ذراعه بيدها و قالت
حبيبي
تم نسخ الرابط